أكدّ النائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أمس ان بين السعودية وفرنسا "تعاوناً من اجل السلام في الشرق الأوسط وسياسة دولتينا محبة للسلام". وقال رداً على سؤال انه لا تجوز التفرقة بين أبناء الشعب العراقي "لا مدنياً ولا وطنياً". وقال: "كل ما ندعو إليه هو أن يعود النظام العراقي الى تطبيق قرارات مجلس الأمن خدمة للشعب العراقي أولاً". جاء ذلك إثر محادثات تخللها غداء عمل اقامه الرئيس الفرنسي جاك شيراك على شرف ضيفه في قصر الأليزيه حيث استقبل الأمير سلطان والوفد المرافق له بحفاوة كبرى وواكبه الى السيارة، ثم عانقه مودعاً وقائلاً: "أراكم في أحسن حال وسأزوركم إن شاء الله في السعودية". وكان شيراك والأمير سلطان أجريا محادثات بحضور وفده الذي ضم وزراء الخارجية الأمير سعود الفيصل ووزير التجارة أسامة جعفر الفقيه ووزير الدولة مصعد العيبان والسفير السعودي في فرنسا الشيخ فيصل الحجيلان، ومن الجانب الفرنسي وزراء الدفاع والخارجية آلان ريشار وهوبير فيدرين والسفير الفرنسي في السعودية برنار بوليتي. وردّا على سؤال عما إذا كانت فرنسا تستطيع إحياء المسار السوري - الاسرائيلي، أجاب الأمير سلطان أن "سورية دولة مستقّلة تبحث في أوضاعها بنفسها ونحن مؤيدون لها في كل حال". ونفى أن تكون هناك وساطة سعودية بين المغرب والجزائر وقال: "الطرفان شقيقان وجوارهما جيّد ونحن دائما ندعم حسن جوارهما". وقالت الناطقة الرسمية بإسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا أن شيراك تبادل مع الأمير سلطان الرأي حول مسيرة السلام، ونقل إليه إنطباعاته عمّا يجري على هذا الصعيد، خصوصا بعد لقاءاته مع كل من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك. وأضافت ان شيراك وضع الأمير سلطان في صورة الزيارة التي أجراها الرئيس الايراني محمد خاتمي لباريس وما تركته من انطباعات لدى المسؤولين الفرنسيين، وسأل شيراك ضيفه عن رأيه في تطوّر الأوضاع في ايران، وشرح ما تقوم به فرنسا من مساع في الأممالمتحدة للتوصّل الى حلّ لأزمة العراق وإعادة المفتشين لإستئناف الرقابة على التسلّح، مع أخذ أوضاع المدنيين العراقيين في الاعتبار. وأضافت أنه جرى تبادل للرأي حول الأوضاع في المغرب، فنقل الأميرسلطان الى شيراك رغبة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في اقامة تعاون مثمر مع فرنسا، فأجاب الرئيس الفرنسي مؤكداً أن هذه هي "رغبته الشخصية ورغبة الحكومة الفرنسية". كما نقلت عن شيراك قوله أن فرنسا تأمل في إقامة أفضل العلاقات مع الجزائر "لتكون علاقات صداقة وأخوّة". وأفادت كولونا انه جرى بحث في الشراكة الاستراتيجية الفرنسية - السعودية، وأن شيراك والأمير سلطان قوّما ملفّات التعاون الرئيسية في مجال التسلّح ومنها الدبّابات "لوكلير" والطائرات العسكرية والمشاريع المتعلّقة بالرقابة الفضائية، كما بحثا التعاون الاقتصادي بين البلدين. وأشارت الى أن شيراك كان أبلغ الإتحاد الأوروبي برغبة فرنسا في تنويع صادراتها المدنية، وأنه أبدى للأمير سلطان رغبة فرنسا في المساهمة في مشاريع تحلية المياه وفي قطاع الهاتف ومراقبة حركة الطيران، وقطاع الطاقة خصوصا ان "توتال - فينا" التي اندمجت مع "إلف" تسعى الى المساهمة في هذا القطاع. وتناولت المحادثات ترشيح السعودية الى منظمة التجارة العالمية، فعبّرت فرنسا عن تأييدها لذلك. وقال مسؤول فرنسي رفيع المستوى ل"الحياة" أمس أن الأمير سلطان "صديق فرنسا، وزيارته مهمة لأن السعودية دولة لها موقع شديد الأهمية، خصوصاً من حيث تأثيرها في الاستقرار في المنطقة، ثم انها ستتولى خلال الشهر الحالي رئاسة مجلس التعاون الخليجي". أضاف: "أنه ظرف مناسب جداً لتبادل الآراء مع دولة على هذه الأهمية، وهي من هذا المنطلق ذات أهمية بالنسبة الى شيراك". وأشار الى "أن الإتصالات مع أصدقاء فرنسا السعوديين تنطوي دائما على أهمية بالنسبة الى الجانب الفرنسي". وأقام السفير السعودي الشيخ فيصل الحجيلان حفلة استقبال أمس في صالونات كليبير التابعة لوزارة الخارجية على شرف الأمير سلطان والوفد المرافق له حضرها كبار المسؤولين الفرنسيين.