طالب زعيم القبارصة الأتراك رؤوف دنكطاش في حديث إلى شبكة "سي أن أن" التلفزيونية الأميركية أمس، بخطة جديدة لإعادة توحيد قبرص، معتبراً أن خطة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان فشلت. وفي المقابل، اعتبرت الحكومة اليونانية أن معارضة دنكطاش لإجراء استفتاء حول الخطة المقترحة من الأممالمتحدة "ينسف" عملية إعادة توحيد الجزيرة. وجاء ذلك في وقت قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إن زعيمي القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك، اتفقا على موعد نهائي جديد في 10 آذار مارس المقبل، للتوقيع على الخطة الدولية لتوحيد الجزيرة. وأكد أنان أن زعيم القبارصة الأتراك رؤوف دنكطاش والرئيس القبرصي اليوناني المنتخب تاسوس بابادوبولوس، قبلا دعوته لزيارة لاهاي لاستكمال المحادثات في هذا الشأن. وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة الصحافيين في ختام محادثاته مع الزعيمين في نيقوسيا أمس، أنهما "سيصلان إلى لاهاي في 10 آذار، ليخبراني ما إذا كانا سيوقعان تعهداً بعرض معاهدة التأسيس لتوحيد قبرص في استفتاءين شعبيين منفصلين، يجريان في 30 الشهر نفسه، لتحقيق تسوية شاملة للمشكلة القبرصية". وفي المقابل، اعتبر دنكطاش بعد لقائه أنان وبابادوبولوس أمس، أن طرح الخطة الدولية لتوحيد قبرص في استفتاء، لن يكون أمراً صحيحاً ولا ديموقراطياً. وسأل في تصريحاته للصحافيين: "هل يمكن الناس أن يفهموا جيداً هذه الخطة المعقدة الواردة في عدد كبير من الصفحات وتشير إلى قوانين ومعاهدات؟ هناك أحزاب وبرلمان ومنظمات غير حكومية يمكنها هداية الشعب" إلى الحقيقة. وقال: "إن الأممالمتحدة باستبعادها البرلمان والأحزاب والهيئات المختصة، ترغم الشعب على الإجابة بنعم أم لا. وهذه المقاربة ليست صحيحة ولا ديموقراطية". وفي أثينا، قال الناطق باسم الحكومة اليونانية خريستوس بروتاباباس في مؤتمره الصحافي اليومي: "من الواضح أن دنكطاش لا يريد حلاً في قبرص وسيواصل فرض المعاناة على القبارصة الأتراك من دون أن يدرك أهمية التظاهرات" الداعية إلى إعادة توحيد الجزيرة. ويحاول أنان تحريك الملف القبرصي المتجمد. وكانت المهلة التي حددها للطرفين للتوصل إلى اتفاق انتهت أمس. وهو يأمل في أن يتيح هذا الاتفاق لقبرص الموحدة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بحلول 16 نيسان أبريل المقبل، بدلاً من انضمام الشطر القبرصي اليوناني وحده إلى الاتحاد. وكانت الأممالمتحدة اعترفت بالهزيمة أول من أمس. وأعلنت أنها دعت الزعيمين إلى لاهاي في محاولة ديبلوماسية أخيرة. ولكن كلا الطرفين قلل من احتمال حدوث انفراج قريب في الخلاف عن الخطة التي صاغتها الأممالمتحدة لاقتسام السلطة في البلاد. وقال مصدر قريب من المحادثات: "علينا أن ننتظر لنرى ماذا سيقولان. فلن يأتي المزيد من المفاوضات بخطة أفضل". وإذا تم التوصل إلى اتفاق في 10 آذار المقبل، فستطرح الخطة في الاستفتاء على كل من القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك في 30 الشهر نفسه".