وصل الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى قبرص امس، في "مهمة الفرصة الاخيرة" بهدف اعادة توحيد شطري الجزيرة للحيلولة دون دخول شطرها اليوناني منفرداً الى الاتحاد الاوروبي. ويسعى انان الذي جاء من اليونان، الى اقناع الجاليتين اليونانية والتركية في قبرص، بقبول الصيغة الاخيرة لخطته من اجل اعادة توحيد الجزيرة قبل 28 الشهر الجاري، الموعد المحدد للتوصل الى اتفاق في هذا الصدد. ويلتقي انان على انفراد في نيقوسيا كلاً من الرئيس القبرصي المنتهية ولايته غلافكوس كليريدس والرئيس المنتخب في 16 الجاري تاسوس بابادوبولوس الذي يخلف كليريدس في الاول من آذار مارس المقبل، وكذلك الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش. وكان انان الذي زار ايضاً تركيا، اعلن في اثينا قبل قدومه الى قبرص، انه على استعداد لإعطاء الطرفين "سبعة اياماً اضافية" بعد المهلة التي تنتهي غداً الجمعة من اجل الوصول الى اتفاق في قبرص. لكنه حذر من انه اذا "ضيع القبارصة هذه الفرصة، فلن تتاح لهم مجدداً". وجاء ذلك في وقت انتقد الطرفان القبرصيان التعديل الثالث الذي ادخله انان على الخطة، وذلك على اساس انها تفضل طرفاً على آخر. وقال وزير الخارجية القبرصي اليوناني ياناكيس كاسوليديس ان "قبول الاقتراح المعدل سيكون تنازلاً مؤلماً من جانبنا، ما يحتم مزيداً من التفاوض للوصول الى صيغة افضل"، فيما اشار زعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكطاش الى ان الصيغة الجديدة "اعطت اليونانيين كعكة وتركت لنا حبة فستق". ويذكر ان دنكطاش يصر على اعتراف القبارصة اليونانيين بالدولة المعلنة من جانب واحد في الشطر التركي من الجزيرة والتي لا تعترف بها سوى تركيا، كشرط لقبوله اتفاق سلام. وقال وزير الخارجية اليوناني جورج باباندريو اثر لقائه انان والمبعوث الاميركي توماس ويستون ان المسؤولين في الاممالمتحدة والولايات المتحدة، متفائلون في شأن الوصول الى اتفاق يوحد الجزيرة، وأشار الى انه بقي على الجانب التركي اظهار ارادته ونيته في المضي قدماً في المفاوضات. وأضاف ان "علينا ان نرى ذلك عملياً من خلال وجود ارادة سياسية لدى الاتراك، وعندئذ يمكننا التفاؤل بإيجاد حل للقضية" وتقترح خطة السلام التي وضعتها الاممالمتحدة، اعادة توحيد الجزيرة، مع الحفاظ على شطرين: تركي ويوناني في ظل حكومة مركزية ضعيفة. كما تقترح الخطة خفض مساحة الشطر التركي من 34 في المئة من اراضي الجزيرة الى 28.2 في المئة، اضافة الى عودة 90 الف لاجئ يوناني الى الاراضي المتنازل عنها. وتشكل عودة 20 الفاً من اللاجئين اليونانيين الى الشطر التركي من الجزيرة مطلباً اساسياً لدى القبارصة اليونانيين، فيما يقول دنكطاش ان هذا الطلب سيدفع 40 الفاً من القبارصة والمستوطنين الاتراك الى النزوح عن المنطقة.