ترأس الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في نيقوسيا امس، اجتماعاً بين زعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكطاش والرئيس القبرصي اليوناني المنتخب تاسوس بابادوبولوس وسلفه غلافكوس كليريديس. وخرج دنكطاش من الاجتماع متمسكاً بتحفظاته عن الخطة الدولية لاعادة توحيد الجزيرة، واصفاً اياها ب"الخدعة". وفي المقابل، تظاهر بين 25 الف شخص الى 30 الفاً من المؤيدين لاعادة توحيد قبرص في الشطر الشمالي للجزيرة تأييداً للخطة الدولية. وعقد الاجتماع في مطار نيقوسيا الذي بات يعتبر ارضاً محايدة تابعة للامم المتحدة، واستغرق 45 دقيقة مارس خلالها انان ضغوطاً مكثفة على الجانبين لحملهما الى الاتفاق على خطته لانهاء التقسيم في الجزيرة المستمر منذ 29 عاماً، قبل الموعد المقرر لانضمام الجزيرة الى الاتحاد الاوروبي. وقال انان انه يريد "تحركاً فعلياً" في شأن الخطة التي صيغت بعناية والتي تتضمن في حال قبولها اعادة توحيد الجزيرة لتنضم موحدة الى الاتحاد الاوروبي العام المقبل. ولكن اذا رفضت الخطة فإن قبرص ستكون مصدر نزاع دائم بين أثينا وأنقرة، نتيجة انضمام الشطر اليوناني وحده الى الاتحاد الاوروبي، وبقاء الشطر التركي خارجه. لكن زعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكطاش انتقد بعد المحادثات احدث تعديل قدمه انان لخطة اعادة التوحيد الذي وصفه بأنه ينطوي على "خدعة" ويتضمن اختلافات طفيفة عن الخطة الاولية. ولدى سؤاله عما اذا كانت الخطة تضم اي حوافز جديدة للقبارصة الاتراك، قال دنكطاش انها "عملية شعوذة". وأضاف ان الخطة المعدلة ما زالت تتضمن اقتراحات غير مقبولة، للسماح لعشرات الآلاف من القبارصة اليونانيين بالعودة الى مناطق يسيطر عليها القبارصة الاتراك في الشمال. ويتوقع ان يعقد اجتماع مجدداً بين انان ودنكطاش والزعيمين القبرصيين اليونانيين في نيقوسيا صباح اليوم، بعدما يكون الطرفان اجريا مشاورات كل مع الفاعليات السياسية في شطره. وفي الوقت نفسه، تدفق عشرات الآلاف من القبارصة الاتراك على ميدان في نيقوسيا، لمطالبة زعيمهم بالتوقيع على خطة السلام التي قدمها انان وتمهيد الطريق لانضمام الجزيرة الى الاتحاد الاوروبي. وقالت الشرطة في الشطر الشمالي لنيقوسيا المقسمة ان ما يصل الى 30 الفاً لوّحوا بأعلام الاتحاد الاوروبي وناشدو دنكطاش التوقيع على اتفاق الاممالمتحدة او الاستقالة من منصبه الذي يشغله منذ نحو 30 عاماً. وكتب على احدى اليافطات: "سيد انان، انقذنا منه". وذكرت وكالة الانباء الرسمية في قبرص التركية ان المتظاهرين طالبوا بتنظيم استفتاء على الخطة الدولية في 30 آذار مارس المقبل. وكان رئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتس اعلن ان الامين العام للامم المتحدة يعتزم طرح خطته في استفتاء، اذا لم يوقع الطرفان القبرصيان اليوناني والتركي على اتفاق خلال الايام القليلة المقبلة. الى ذلك، اعلنت الشرطة القبرصية التركية انها عثرت قبل وقت قصير من بدء التظاهرة على عبوتين ناسفتين صغيرتين في ساحة شمال نيقوسيا. وانتهت التظاهرة، على غرار الكثير من التجمعات المماثلة التي حصلت في الاشهر الاخيرة في شمال قبرص، بهدوء. وشاركت فيها احزاب معارضة وموظفون ونقابيون وطلاب. ويحاول ديبلوماسيو الاممالمتحدة التوصل الى اتفاق في اسرع وقت ممكن، ما يمكن الطرفين من توقيع خطة سلام، لتوقع بعد ذلك "قبرص موحدة" على معاهدة العضوية في الاتحاد الاوروبي في 16 نيسان ابريل المقبل. وتقول الاممالمتحدة انها لن تعارض تمديد الموعد النهائي بضعة ايام، ولكنها امهلت قبرص اسبوعاً كحد اقصى لقبول او رفض مسودة الاتفاق. وقبرص مقسمة الى شطرين منذ 1974 حين تدخل الجيش التركي في الشطر الشمالي، رداً على انقلاب للقبارصة اليونانيين بهدف الحاق الجزيرة باليونان.