بدأ زعماء القبارصة الاتراك والقبارصة اليونانيين جولة جديدة من محادثات السلام امس تحت ضغوط قوية من الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة لإعادة توحيد الجزيرة قبل الانضمام الى الاتحاد الاوروبي في الاول من مايو ايار، فقد اجتمع الرئيس القبرصي اليوناني تاسوس بابادوبولوس والزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش في مجمع مطار مهجور تستخدمه قوات الاممالمتحدة لحفظ السلام لعقد المحادثات التي توصف بانها افضل فرصة لانهاء ثلاثة عقود من تقسيم مرير للجزيرة. وعلى طاولة المحادثات خطة للأمم المتحدة لإعادة توحيد الجزيرة في اتحاد فيدرالي فضفاض يستند الى تقاسم السلطة مع مقايضات للاراضي وتقليص تدريجي للقوات اليونانية والتركية في الجزيرة. وقبل الجانبان كلاهما الخطة كأساس للمفاوضات لكن مسائل مثل مقايضات الارض وعودة اللاجئين ما زالت تمثل عقبة. وقال دنكطاش في مقابلة صحفية نشرت امس الاول ان هناك حاجة لإدخال تغييرات على الخطة، واضاف قائلا :"اذا لم يمكن تغييرها فان هذا سيكون استسلاما من القبارصة الاتراك. ولا يمكن ان نقبل هذا". يشار الى ان دنكطاش يرأس جمهورية شمال قبرص التركية المعلنة من جانب واحد والتي لا تعترف بها سوى تركيا. ومن الجدير بالذكر ان عدم التوصل لاتفاق يعني ان الجزء الجنوبي من قبرص الذي يسيطر عليه القبارصة اليونانيون سينضم الى الاتحاد الأوروبي كما ان تركيا تدرك ان جهودها لبدء محادثات للانضمام الى الاتحاد قد تتوقف على نجاح عملية السلام في قبرص. ويرجع تقسيم قبرص الى غزو تركي لشمال الجزيرة في عام 1974 ردا على انقلاب للقبارصة اليونانيين سانده المجلس العسكري الذي كان يحكم اليونان آنذاك. ويشكل القبارصة اليونانيون الاكثر ثراء والذين يحظون باعتراف دولي حوالي 80 في المئة من سكان الجزيرة البالغ عددهم اقل من مليون نسمة ويسيطرون على حوالي 60 في المئة من اراضيها. ويدعو الجدول الزمني الذي اقترحته الاممالمتحدة القبارصة اليونانيين والقبارصة الاتراك الى التفاوض حتى الثاني والعشرين من مارس اذار وهو الموعد الذي من المرجح ان تنضم فيه اليونان وتركيا الى المحادثات حتى التاسع والعشرين من مارس. وستعرض الخطة النهائية على استفتاءين في شطري الجزيرة في الحادي والعشرين من ابريل نيسان.