فيما تستعد وزارة الداخلية الاسرائيلية لتنفيذ خطتها استيعاب حوالى 20 ألفاً من الاثيوبيين اليهود "الفالاشا والفالاشامورا"، نفت اثيوبيا أمس معرفتها أو علمها بهذه الخطط والترتيبات الاسرائيلية. وأثار النفي الاثيوبي استغراب وتساؤلات اوساط ديبلوماسية عربية عدة في اديس ابابا وخارجها. ولاحظت هذه الاوساط ان "توقيت إعلان خطة التهجير الاسرائيلية الحالية مشابه لخطط سابقة نفذتها اسرائيل خلال أزمات اقليمية او محلية او دولية، وذلك لتجنب لفت انتباه دول وجهات معنية قد تنتقد خططها". وأشارت الاوساط ذاتها الى تنفيذ اسرائيل عمليات تهجير آلاف من الاثيوبيين خلال الفترة الانتقالية ما بين سقوط النظام الاثيوبي السابق بقيادة منغيستو هايلي مريام وتسلم "الجبهة الثورية الديموقراطية لشعوب اثيوبيا" السلطة بقيادة رئيس "الجبهة" آنذاك، رئيس الوزراء الاثيوبي الحالي ملس زيناوي في أيار مايو 1991. وكذلك تهجير آلاف آخرين خلال فترة المجاعة التي حلت بالبلاد العام 2000. مسؤول العلاقات العامة في وزارة الإعلام الاثيوبية زمدكون تيكلي أكد في تصريح إلى "الحياة" امس أن ليس لدى الحكومة الاثيوبية أي معلومات عن الترتيبات التي أعلنتها اسرائيل في 16 الشهر الجاري في شأن نقل 17 ألفاً من افراد "الفالاشامورا" - الاثيوبيين اليهود الذين اعتنقوا المسيحية - وثلاثة آلاف آخرين من الاثيوبيين اليهود "الفالاشا" المنتشرين في قرى متفرقة داخل اثيوبيا إلى إسرائيل. كما نفى علمه عن الجهة التي تُرتب تهجيرهم من اثيوبيا. واضاف: "لا علاقة للحكومة الاثيوبية بما تعلنه إسرائيل عن تهجير الاثيوبيين اليهود في عمليات جماعية، ولا يوجد أي اتفاق بين الحكومتين الاثيوبية والاسرائيلية في هذا الشأن". وكانت الحكومة الاسرائيلية اعطت الضوء الاخضر لاستيعاب 20 ألفاً من الاثيوبيين اليهود مساء الاحد الماضي. وقال ناطق باسم وزارة الداخلية الاسرائيلية ان "الحكومة وافقت بالاجماع على هذه المسألة اثر اقتراح عرضه وزير الداخلية إيلي يشائي". وأوضح زمدكون، أن أي مواطن اثيوبي لديه حرية السفر إلى أي بلد يختاره، وقال: "يمكن لاي اثيوبي أن يرحل إلى أي مكان كفرد"، مشيراً إلى أن اثيوبيا "لم ولن تتفق مع أي حكومة خارجية سواء كانت إسرائيل أو غيرها على ترحيل جماعي لمواطنين اثيوبيين خارج بلدهم". ويعتقد ديبلوماسيون ومراقبون عرب وأفارقة في اديس ابابا، أن إسرائيل اختارت فترة انشغال المجتمع الدولي بأزمة العراق والحرب المحتملة عليه، لإعلان خطتها ترحيل اليهود الاثيوبيين "للتشويش على العلاقات الاثيوبية - العربية، في وقت تسعى حكومة اديس ابابا لتوطيد علاقاتها الثنائية مع كل الدول العربية". ويؤكد عدد من المهتمين بشؤون الفالاشا في اثيوبيا، بأن اسرائيل رحلت غالبية الاثيوبيين اليهود في عمليات سابقة عدة وان العدد الباقي لا يتجاوز بضع عائلات رفضت الهجرة من اقليم غوندار حيث مواطن الفالاشا 750 كلم شمال غربي اثيوبيا، وانه لا يوجد يهود اثيوبيين في ذلك الاقليم، وان إسرائيل تسعى فقط من وراء عمليات تهجير اثيوبيين توطينهم في مستعمرات جديدة أنشأتها في اراض فلسطينية محتلة واستخدامهم عمالة رخيصة وتجنيد الرجال منهم في جيشها.