أكثر من 18 ألف يهودي اثيوبي فالاشا يُخلون قراهم تدريجاً في اقليم غوندار شمال اثيوبيا، في اتجاه العاصمة اديس ابابا ليُنقلوا من هناك جواً في دفعات الى اسرائيل. والرقم بالتحديد الذي حصلت عليه "الحياة" خلال تحقيق ميداني اجرته في عدد من قرى الفالاشا في غوندار، هو 18588 يهودياً اثيوبياً، ويُشكل حوالى خمسة اضعاف الرقم الرسمي الذي اعلنته وزارة الاستيعاب الاسرائيلية مطلع الشهر الماضي عندما اصدرت بياناً مقتضباً أفاد ان عدد المرحّلين من الفالاشا الى اسرائيل هو 3800. راجع ص 7 وخلافاً لما ذكره البيان الاسرائيلي نفسه من ان اليهود الاثيوبيين سيُنقلون في غضون ثمانية شهور، فان عدداً من الفالاشا الذين التقتهم "الحياة" في غوندار، وبينهم مسؤول مطّلع على ملفات الفالاشا في القنصلية الاسرائيلية، يؤكدون انهم سيصلون في غضون ثلاثة اشهر. إذ ان الدفعة الأولى تضم 3088 شخصاً من الفالاشا يقيمون الآن في مبنى السفارة الاسرائيلية في اديس ابابا، وغادر منهم حتى الآن 288 شخصاً 200 وصلوا الى اسرائيل قبل نحو شهرين و88 وصلوا في 23 الشهر الماضي، في حين يستعد الباقون للرحيل في غضون اسابيع. الدفعة الثانية بحسب المصادر ذاتها تضم 3500 شخص اخلوا قريتهم القريبة من مدينة غوندار ويعيشون الآن في المدينة قرب القنصلية الاسرائيلية، حيث يخضعون لاجراءات تمهد لرحيلهم. وتتضمن هذه الاجراءات تعليمهم المبادئ الأولية للغة العبرية بما في ذلك عدد من الكلمات الأساسية، وتعريفهم بالحياة المدنية في اسرائيل من خلال افلام وثائقية ومحاضرات تتضمن ايضاً التعريف بالديانة اليهودية التي انقطع عنها كثيرون منهم. وبعد الانتهاء من هذه المرحلة يغادرون الى اديس ابابا ومنها يُنقلون الى اسرائيل في غضون ثلاثة اشهر. الدفعة الثالثة، تضم 12 الفاً من الفالاشا وهم ما زالوا يعيشون في قراهم حيث يتلقون من الحكومة الاسرائيلية مساعدات مالية وغذائية شهرياً مثل بقية اليهود الاثيوبيين، الى جانب الرعاية الصحية المجانية. وينتظر هؤلاء رحيل اقرانهم ليمروا بمراحل الترحيل نفسها، اي إخلاء القرى في اتجاه مدينة غوندار ثم الى اديس ابابا فاسرائيل. واللافت في قضية الفالاشا وترحيلهم هو اصرار معظمهم على عدم الادلاء بمعلومات عن اوضاعهم، خصوصاً ما يتعلق بنقلهم الى اسرائيل. ورفض حرس القنصلية الاسرائيلية السماح ل"الحياة" بالتحدث الى مسؤولين لتقصي حقائق الجسر الجوي فيما حرص احد المسؤولين الاسرائيليين الستة الذين يتابعون ترحيل الفالاشا من غوندار، على متابعة مراسلة "الحياة" خلال تنقلها في قرى الفالاشا، وذلك من سيارة تابعة للقنصلية.