كشفت مصادر أردنية مطلعة ل"الحياة" ان أحمد فضيل نزال الخلايلة المعروف باسم "أبو مصعب الزرقاوي" والذي اتهمه وزير الخارجية الأميركي كولن باول بقيادة "شبكة إرهابية قاتلة"، يُعتبر "المسؤول المالي الأول لعمليات "القاعدة" في الخليج العربي والأردن واليمن، ويقع ترتيبه ضمن قياديي الصف الثاني في التنظيم الذي انتسب اليه في العام 1999". وأوضحت ان الزرقاوي "أشرف على تمويل عملية اغتيال الديبلوماسي الأميركي لورنس فولي في عمان في 28 تشرين الأول اكتوبر الماضي، ودفع لهذه الغاية 18 الف دولار لمنفّذي العملية الليبي سالم سعد بن صويّد والأردني ياسر فتحي ابراهيم" اللذين اعتقلتهما الاستخبارات الأردنية في كانون الأول ديسمبر الماضي، واعترفا بانتمائهما الى "القاعدة". ويتحدر الزرقاوي وعمره 36 عاماً، من عشيرة بن حسن، كبرى القبائل البدوية الأردنية، وأسس مع "أبو محمد المقدسي" في مدينة الزرقاء وسط الأردن في العام 1995 جماعة "بيعة الإمام" التي تنتمي الى التيار السلفي الجهادي، قبل ان يُعتقل في العام نفسه ويُحكم عليه بالسجن 15 عاماً، أمضى منها أربع سنوات واستفاد من عفو ملكي في العام 1999. وغادر الأردن في ذلك العام الى أفغانستان، وتعرّف على أسامة بن لادن، وتدرّب على تصنيع السموم والمواد الكيماوية. وقالت المصادر ان الزرقاوي الذي اتخذ لقبه من مدينة الزرقاء عندما كان إماماً في أحد مساجدها في مطلع التسعينات، بات يحمل منذ العام 2001 لقب "مسؤول جبهة كردستان" العراقية، ويتلقى دعماً تنظيمياً ومالياً من خلال جماعة "أنصار الإسلام" التي تتخذ من شمال العراق مقراً لإدارة عملياتها. وأشارت الى انه يقيم في "منطقة مجهولة بين شمال العراق والحدود العراقية مع إيران، وان مجموعة من أنصاره تساعده على التحرك"، إذ انه فقد إحدى ساقيه في عمليات "القاعدة" في أفغانستان. وذكرت وكالة "فرانس برس" انه منذ خطاب باول الاربعاء، قطع ذوو الزرقاوي هاتفهم لتجنب الرد على اتصالات الصحافيين. وقال محيطون به ان والدته أكدت ان نجلها بريء وان الاتهامات التي ساقها باول "اكاذيب". وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس ان الولاياتالمتحدة حصلت على اول دليل على وجود روابط بين العراق وتنظيم "القاعدة" بعد القبض في تركيا على احد أعوان الزرقاوي اثر اعتراض مكالمة هاتفية اجراها بواسطة هاتف خليوي عبر الاقمار الاصطناعية. واوضحت ان الموقوف اتصل بقتلة الديبلوماسي فولي ليهنئهم على العملية وهو يعبر من شمال العراق الى تركيا، ما سمح برصد موقعه والقبض عليه. واوردت الصحيفة ان باول أغفل في الأدلة التي قدّمها أمام مجلس الأمن الإشارة الى ان احد اعضاء العائلة الحاكمة في قطر ساعد الزرقاوي اكثر من مرة مقدماً له مبالغ مالية وجوازات سفر وملاجىء اثناء تردده على قطر. وتابعت ان هذا الدعم الذي قدمته شخصيات قطرية ل"القاعدة" مثل تهريب أحمد شيخ محمد إثر مغادرته الكويت اثار غضب مدير وكالة الاستخبارات المركزية سي اي اي جورج تينيت، غير ان الولاياتالمتحدة قررت غض الطرف بسبب الدعم الرسمي الذي توفره قطر لها في استعداداتها العسكرية الجارية ضد العراق. ورفضت مصادر رسمية في لندن التعليق على مزاعم باول بوجود علاقة بين الزرقاوي وخلية إرهابية يُشتبه في انها كانت تُعد لهجمات بسم "الرايسين" ضد أهداف في بريطانيا. وقالت ان القانون يمنع تأكيد أو نفي وجود مثل هذه الصلة كون تحقيق الشرطة ما زال سارياً. وقالت أمه "أم صايل" لوكالة "أسوشيتد برس" أمس ان الزرقاوي ضحية "عدم وجود عدل"، وانها كانت تعيش مع زوجته الأولى الأردنية التي لحقت بها الى باكستان في 1999. وأوضحت انه تزوّج من فلسطينية قبل 18 شهراً، قبل ان تعود هي وزوجته الأولى وأبناؤه الى عمّان قبل سنة. وقالت انه كان يتصل بها من حين الى آخر، من دون ان يكشف مكانه، وان آخر اتصال معه تم قبل شهرين. وهو أصغر أبنائها الثلاثة لديها أيضاً سبع بنات.