في وقت مددت السلطات المصرية اعتقال "ابو مصعب" رويتر الذي وصف بأنه "المسؤول الاعلامي" في تنظيم "القاعدة"، اعلن الاردن امس ان خلية من اربعة اعضاء في التنظيم الذي يتزعمه اسامة بن لادن تقف وراء اغتيال الديبلوماسي الاميركي لورنس فولي في عمان في 28 تشرين الاول اكتوبر الماضي. واكد انه اعتقل منفذي الهجوم وهما ليبي وأردني، وسيواصل ملاحقة العضوين الآخرين اللذين يقيمان خارج البلاد. وأعلنت الخارجية الاميركية ترحيبها بهذا الاعتقال. وقال الناطق باسمها لو فينتور: "نقدر كثيراً الدعم الممتاز والتعاون الذي قدمته الحكومة الأردنية. وما زلنا نتشاور معها عن كثب في شأن هذه الاعتقالات". وذكرت مصادر اميركية ان التحقيق مع افراد الخلية في الأردن كشف "شبكات نائمة" لتنظيم "القاعدة" في اكثر من دولة في الشرق الاوسط، وان الاستخبارات الاميركية تتعاون حالياً مع اجهزة هذه الدول لكشف اعضائها. وصرح الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية وزير الاعلام محمد العدوان الى وكالة الانباء الأردنية الرسمية "بترا" ان اجهزة الاستخبارات العامة "القت القبض على المواطن الليبي سالم سعد بن صويد الذي دخل البلاد قبل بضعة اشهر بجواز سفر تونسي مزور، بعدما تلقى تدريبات في معسكرات تابعة لتنظيم "القاعدة" في افغانستان، كما القت القبض على المواطن الاردني ياسر فتحي ابراهيم". واوضح ان الرجلين "نفذا حادث الاعتداء على فولي" الذي كان يعمل مسؤولاً لوكالة الانماء الاميركية في عمان "واعترفا بانتسابهما الى تنظيم القاعدة" وارتباطهما ب"المجرم الفار من وجه العدالة والموجود خارج الاردن منذ العام 1999 احمد فضيل نزال الخلايلة المعروف باسم "ابو مصعب الزرقاوي" وهو من مسؤولي "القاعدة" وحدد لهما برنامج مهمات بتنفيذ عمليات ارهابية تستهدف السفارات والديبلوماسيين الاجانب في الاردن ورجال الامن واهداف حيوية اردنية اخرى". وقال العدوان ان الزرقاوي زوّد ابن صويد وابراهيم "اسلحة رشاشة ومسدساً كاتماً للصوت وقنابل يدوية وانابيب غاز مسيّل للدموع، تم تهريبها الى المملكة بصورة غير شرعية وتخزينها في منزل مستأجر لهذه الغاية في إحدى ضواحي عمان، كما زودهما مبلغ 18 ألف دولار من أصل 50 ألفاً مخصصة لتنفيذ برنامج المهمات والعمليات الإرهابية، وجرى كذلك الترتيب لمحاولة تهريب عدد من الصواريخ للمملكة". وكشف الوزير الأردني ان الرجلين "استطلعا أهدافاً أجنبية في عمان، ثم وقع اختيارهما على فولي ولاحظا أنه يشكل هدفاً سهلاً، واستأجرا لهذه الغاية سيارة خاصة من أحد المواطنين لاستخدامها في تنفيذ الجريمة من دون ابلاغه بهدفهما، قبل أن يتسلل صباح 28/10 الماضي سالم بن صويّد إلى حديقة منزل فولي، وكان بحوزته مسدس من عيار 7 ملم مزوّد كاتماً للصوت وأنبوبة غاز مسيل للدموع، مرتدياً سترة واقية للرصاص، ومعتمراً كوفية لاخفاء معالم وجهه. وكمن خلف سيارة الديبلوماسي الأميركي، وأطلق عليه عند وصوله إليها كل ذخيرة مسدسه، ثم عاد إلى السيارة التي كانت تنتظره قرب المنزل ويقودها فتحي إبراهيم، ليلوذا بالفرار إلى المنطقة التي يسكنان فيها في الرصيفة" شرق عمان. وأضاف العدوان ان "ابن صويد تلقى في اليوم نفسه اتصالاً هاتفياً من خارج البلاد، حيث تحدث معه معمر أحمد يوسف، وهو أحد مساعدي الزرقاوي، واستفسر منه عن المهمة، فأبلغه أنها تمت بنجاح، وهنأه على ذلك". وأكد أن "مجريات هذه القضية احيلت إلى مدعي عام محكمة أمن الدولة لاجراء المقتضى القانوني"، لافتاً إلى أن "الاستخبارات العامة كانت توصلت لخيوط معلوماتية عن الجهة التي تقف وراء الجريمة، وأمسكت عن كشفها مبكراً لاعتبارات استخبارية وفنية تتعلق باستكمال التحقيقات وكشف حلقات التخطيط والتنفيذ". وقال إن "الاستخبارات والأجهزة الأمنية كافة ستقف بالمرصد لكل من يحاول العبث بأمن الوطن ومواطنيه وضيوفه وممتلكاتهم". وكانت محكمة عسكرية أردنية قضت بالإعدام غيابياً على الزرقاوي العام 2001 بعدما دانته ب"التخطيط لتنفيذ أعمال ارهابية" ضد أهداف أميركية وإسرائيلية في المملكة. وقال مسؤول أردني ل"الحياة" إن "السلطات ستواصل ملاحقة الزرقاوي ومعمر أحمد يوسف الذي يحمل الجنسية الليبية". وأكد أن "منفذي الاعتداء على فولي سيمثلان امام القضاء الاردني لانهما ارتكبا جريمة على الارض الاردنية، ولن يسلما الى الولاياتالمتحدة". على صعيد آخر، قالت مصادر رسمية مصرية أمس ان نيابة أمن الدولة العليا مددت احتجاز أصولي وُصف بأنه "المسؤول الإعلامي في تنظيم القاعدة". وأوضحت ان محمد عبدالمقصود الملقّب ب"أبو مصعب رويتر" فرّ من أفغانستان بعد أيام من الهجمات التي نفّذتها "القاعدة" ضد الولاياتالمتحدة في 11 أيلول سبتمبر 2001، واعتُقل في باكستان وسُلّم الى مصر بمساعدة الأممالمتحدة. لكن مصدراً إسلامياً بارزاً نفى علاقة "أبو مصعب" ب"القاعدة". وقال السيد ياسر السري، مدير "المرصد الإعلامي الإسلامي" في لندن، انه لم يكن بتاتاً عضواً في "القاعدة" أو أي من الجماعات الإسلامية المصرية مثل "جماعة الجهاد" و"الجماعة الإسلامية". وكشف ان "أبو مصعب" شارك في التسعينات في إعداد دراسة بعنوان "كشف شبهات المقاتلين تحت راية من أخلّ بأصل الدين" شددت على عدم جواز القتال تحت راية حركة "طالبان" أو بقية الفصائل الأفغانية الأخرى. وذكر انه اعتُقل في بيشاور في تشرين الثاني نوفمبر العام الماضي مع شخص عربي آخر، وحققت معه أجهزة أميركية خلال وجوده في عهدة جهاز الاستخبارات الباكستاني قرابة شهرين، قبل تسليمه الى مصر.