اتفق ثلاثة وزراء للنفط والطاقة اعضاء في "اوبك" على اهمية انتظار التطورات في شأن الازمة العراقية قبل اتخاذ قرار في شأن خفض الانتاج او تثبيته للربع الثاني من السنة خصوصاً في ضوء العودة التدرجية للانتاج الفنزويلي الى الاسواق الدولية. وقال وزير الطاقة والصناعة القطري عبدالله العطية "ليس هناك نقص في السوق". واستبعد أي تأثيرات للحرب المحتملة على العراق على الامدادات لافتاً الى تجارب سابقة كالحرب العراقية - الايرانية وحرب الخليج الثانية. وقال: "لم يحدث آنذاك نقص في الامدادات". وسئل، على هامش مؤتمر عن الغاز في قطر، عما إذا كان يتوقع تراجع أسعار النفط وزيادة الامدادات او امكان خفضها في اجتماع تعقده "اوبك" في آذار مارس المقبل، فقال: "ان كل الاحتمالات مفتوح وفي ضوء درس أوضاع السوق سيتم اتخاذ القرار المناسب". وقال وزير النفط الايراني بيجان زنقانة: "اننا نحتاج الى معرفة أكثر عن وضع السوق النفطية حتى آذار وفي ضوء هذه العوامل سنقرر ما إذا كنا سنزيد الانتاج أم نتخذ قراراً آخر" وأكد انه لا يوجد نقص في الامدادات في السوق النفطية حالياً. وحذر وزير النفط الليبي عبدالحفيظ الزليطني من انخفاض أسعار النفط في الربع الثاني من السنة خصوصاً في حال زيادة تدفق النفط الفنزويلي الى الأسواق لكنه شدد على أن "أوبك" تتابع الوضع في السوق، وربما تعقد اجتماعاً طارئاً، وتتخذ قرارات مؤكدة بخفض الانتاج للمحافظة على الأسعار في اطار "النطاق السعري" الذي حددته "أوبك" بين 22 و28 دولاراً للبرميل. أكد وزير النفط الليبي عبدالحفيظ الزليطني في حديث الى "الحياة" في أبوظبي، حيث يشارك في معرض ومؤتمر التنمية والطاقة 2003، ان الارتفاع الحالي في أسعار النفط "موقت" ويعود لأسباب سياسية وتطورات الموقف السياسي في فنزويلا. وقال: "ان أوبك ملتزمة بتوفير امدادات كافية للسوق، وان المنظمة تملك طاقات انتاجية اضافية في السعودية والامارات ودول أخرى". وتوقع الوزير الليبي ارتفاعاً كبيراً وموقتاً في أسعار النفط في حال شن حرب على العراق، لكنه شدد على أن الأسعار لن تصل الى 60 دولاراً. وفي ما يأتي نص المقابلة: كيف تنظر الى الارتفاع الحالي في اسعار النفط؟ - الارتفاع موقت لأن السوق منزعجة من عدم الحل في فنزويلا، اضافة الى الاحتمالات المربوطة بالعراق. لكن اعتقد أن الاستهلاك الحقيقي لم يشهد زيادة حقيقية وكبيرة. في حال ضربة عسكرية للعراق كيف ترى انعكاس ذلك على السوق النفطية وعلى الأسعار بالذات؟ - نحن نتوقع ان ترتفع الأسعار بشكل حاد أولاً ثم ستعود الى الانخفاض. هل توافق على السيناريوات التي تقول بأن الأسعار سترتفع الى ما بين 60 و100 دولار للبرميل؟ - لا، لا... توجد كميات كافية من النفط والمخزونات كافية، وأنا شخصياً اعتقد بأن الأسعار لن تصل الى هذه المستويات. ما الذي يمكن أن تفعله "أوبك" في حال ارتفاع الأسعار فوق معدلاتها الحالية؟ - "أوبك" في الوقت الحاضر ملتزمة تجاه السوق الدولية بتوفير الامدادات ولهذا زادت الانتاج في الاجتماع الأخير 1.5 مليون برميل يومياً بدل زيادته 500 ألف برميل، بهدف طمأنة السوق. هل توجد طاقات انتاجية اضافية في "أوبك" على سقفها الانتاجي الحالي 24.5 مليون برميل يومياً؟ - نعم. وهل هذه الطاقات الانتاجية الفائضة موجودة في السعودية والامارات فقط أم انها متوافرة في دول أخرى اعضاء في "أوبك"؟ - موجودة في دول أخرى أيضاً. لو بقي الوضع على ما هو عليه الآن، ما هي تقديراتك لوضع السوق النفطية، خصوصاً في حال عودة الانتاج الفنزويلي للسوق؟ - ستنخفض الأسعار. إذاً هل ستعيد "أوبك" حساباتها ويمكن أن نرى خفضاً للانتاج؟ - من دون شك، والآن الاجتماعات والمشاورات بين الوزراء قائمة ومستمرة، وهناك متابعة غير عادية للسوق، ولهذا أتوقع إذا استدعى الأمر خفض الانتاج للمحافظة على الأسعار بين 22 و28 دولاراً للبرميل. إذاً هل نتوقع حدوث اجتماع طارئ؟ - نعم، في أي وقت. نحن نتشاور معاً، وباستمرار. وكان خام القياس الاوروبي "برنت" عاد الى الارتفاع امس على رغم تحسن انتاج الخام وصادراته في فنزويلا في الايام الاخيرة. وارتفع "برنت" خام القياس الاوروبي في أوائل المعاملات في بورصة النفط الدولية في لندن امس مع سعي المتعاملين لتغطية مراكزهم المدينة بعد هبوط السعر في اليوم السابق. وزاد سعر "برنت" في عقود اذار 15 سنتاً الى 30.40 دولار للبرميل وما لبث ان تراجع عند الثانية بعد الظهر الى 30.33 دولار للبرميل. وارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف في التعاملات الالكترونية على نظام اكسيس بسوق نايمكس اربعة سنتات في عقود آذار الى الى 32.80 دولار للبرميل. وقال لورانس ايغلز المحلل لدى شركة "جي.ان.اي مان" للسمسرة في لندن "ان الارتفاع يرجع لاسباب فنية". وكانت أسعار النفط انخفضت الاثنين بفضل ارتفاع انتاج فنزويلا وتزايد المؤشرات على تصدع الاضراب المعوق الذي ينظمه معارضو الرئيس هوغو شافيز.