سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التهديدات بشن حرب على العراق تسيطر على أجواء مؤتمر البيئة والطاقة في أبوظبي . النعيمي يحذر من فائض مقداره 3 ملايين برميل في حال عودة النفط الفنزويلي الى الاسواق
سيطرت التهديدات بشن حرب على العراق وانعكاساتها على اسعار النفط والاسواق العالمية على اجواء معرض مؤتمر البيئة والطاقة الذي بدأ اعماله في ابوظبي امس تحت رعاية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات ويستمر حتى الاربعاء المقبل، وساعد في ذلك وجود عدد من وزراء النفط في الدول الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك الذين واجهوا اسئلة متلاحقة عن الدور الذي يمكن ان تلعبه المنظمة في حال اندلاع الحرب في المنطقة وانقطاع الامدادات العراقية، وتأثير ذلك في الاسعار. واجه عدد من وزراء النفط في الدول المجاورة للعراق والدول العربية الاخرى، سواء المنتجة او المستوردة للنفط، اسئلة تركزت حول مدى استعداد دولهم لمواجهة ازمة نفطية في حال اندلاع حرب في العراق. واتفق معظم الوزراء على ان ارتفاع اسعار النفط الآن "سياسي" ولا يرتبط بنقص الامدادات النفطية. واكدوا توافر كميات كافية من النفط في الاسواق العالمية. كما اكدت الدول المستهلكة وجود احتياطات كافية من النفط الخام والمنتجات تكفي لفترة مناسبة في حال نشوب حرب في المنطقة. ورأى معظم الوزراء ان "اوبك" مجتمعة او دول فيها قادرة على سد اي نقص في الامدادات اذا تطلّب الامر ذلك، مستفيدة من وجود طاقات انتاجية فائضة في بعض دول المنظمة السعودية خصوصاً. واعرب علي ابراهيم النعيمي وزير النفط السعودي عن امله في ان لا تقع ضربة عسكرية على العراق. وقال انه في حال وقوعها ولأي سبب آخر فإن منظمة "اوبك" ملتزمة تغطية احتياجات السوق. واكد النعيمي ان الاسعار الحالية لا تعكس حقيقة العرض والطلب وحذّر من وجود فائض يقدر بنحو ثلاثة ملايين برميل يومياً في حال عودة النفط الفنزويلي الى الاسواق مع بداية الربع الثاني من هذه السنة. وقال ان احداً لا يمكنه التكهن بما سيكون عليه الوضع عندما تجتمع "اوبك" في 11 آذار مارس المقبل في فيينا. واتفق وزير النفط الاماراتي عبيد بن سيف الناصري مع النعيمي في تحليله للاسباب ا لتي وراء الارتفاع الحالي في اسعار النفط، وقال ان هذا الارتفاع يرجع الى التوتر الذي يخيم على المنطقة، وان المنطقة لا تعاني شحاً في الامدادات. واضاف ان اسعار النفط ترتبط بعوامل عدة وليست بأحداث المنطقة لوحدها، واعرب عن امله في السيطرة على كميات الانتاج في حال تغيرت الظروف الحالية في السوق. واكد عبدالله بن حمد العطية وزير الطاقة القطري الرئيس الحالي لمنظمة "اوبك" ان المنظمة تريد اسعار النفط بين 22 و28 دولاراً للبرميل، ولكنه جدد رأيه بأن "اوبك" لا تملك "حلاً سحرياً" لمشكلة ارتفاع الاسعار. واعرب عن اعتقاده بوجود وفرة في النفط. وقال ليس هناك عجز في الامدادات، ولكن السوق تتقلب بشكل كبير بسبب الاحداث والتطورات الساسية و"نحن لا نستطيع السيطرة عليها". ولكن رئيس "اوبك" حذر من تدهور الاسعار في الربع الثاني من السنة. وقال انه يعتقد بوجود انتاج كبير في السوق قد يؤثر في الاسعار، "ولذلك سنبحث الوضع عندما نجتمع في آذار مارس المقبل. وشدد العطية على ضرورة تحقيق التوازن بين العرض والطلب والتعاون مع الدول المنتجة في هذا المجال. واكد رئيس "اوبك" ان اي ضربة على العراق لن يكون لها تأثير في الصادرات النفطية. وحذر من السير وراء شعارات "استخدام سلاح النفط" وقال ان هناك مصادر بديلة اخرى للنفط العراقي تبلغ 1.5 مليون برميل ويمكن لدول "اوبك" او دول خليجية بعينها تعويضها بسهولة في حال توقف صادرات النفط العراقي. واكد الدكتور عبدالحفيظ الزليطني وزير النفط الليبي ل"الحياة" ان اسعار النفط سترتفع لفترة قصيرة اذا حدث ضرب العراق، ولكنها ستعود الى الانخفاض سريعاً. وقال ان "اوبك" ما زال لديها طاقات انتاجية فائضة على رغم قرارها الاخير بزيادة سقف الانتاج بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً ليبلغ 24.5 مليون برميل. وتمسك وزير النفط السعودي بهذا السقف في المرحلة الحالية. وقال ل"الحياة" ان السعودية رتّبت انتاجها وفق حصتها في هذا السقف. وهي قادرة على زيادة انتاجها بمقدار مليونين الى مليونين ونصف المليون برميل يومياً. ويتفق وزير النفط السوري الدكتور ابراهيم حداد مع آراء وزراء "اوبك" بأن ضربة عسكرية "محتملة ضد العراق ستزيد من اسعار النفط"، ولكنه رأى ان الارتفاع في الاسعار سيكون كبيراً اذا طالت الحرب ويختفي بسرعة اذا كانت الحرب قصيرة. واكد الوزير السوري ل"الحياة" ان سورية لن تتأثر "نفطياً" في حال نشوب حرب في المنطقة لأن لديها انتاجاً كافياً وهي دولة مصدّرة للنفط، ولديها مصفاتان تعملان بصورة جيدة لتوفير المنتجات البترولية. وقال ان الانعكاسات على سورية ستكون اقتصادية واجتماعية وانسانية بسبب الجوار مع العراق والمخاطر التي يتعرض لها الشعب العراقي الشقيق. وشارك وزيرالطاقة اللبناني محمد عبدالحميد بيضون الوزير السوري في رأيه. وقال ل"الحياة": "لدينا مخزون كاف من المنتجات النفطية" ولفت الى ان الانقطاع في الكهرباء ناجم عن تأخر وصول بعض الامدادات من الخارج.