عند سؤال الدكتور رمضان عبدالله شلح الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي": من نفذ أول عملية استشهادية في الانتفاضة الأولى 1987، خانته ذاكرته - وهو الذي يستظهر التواريخ جيداً - وأجاب بسرعة يحسد عليها: حركة "الجهاد الإسلامي"، وأحضر الدليل: عملية الشهيد أنور عزيز من مخيم جباليا في 13/12/1993. وعندما قال له المحاور: ولكن "حماس" هي من نفذت اول عملية استشهادية، أجاب ان "حماس" تقصد عملية رائد زكارنة، في 6/4/1994. الا ان الحقائق تقول إن "حماس" هي، من نفذت أول عملية استشهادية في الانتفاضة الأولى، بل ونفذت سبع عمليات استشهادية قبل التاريخ الذي ذكره الدكتور شلح. وعملية رائد زكارنة، كانت أول وأسرع رد من "حماس"، على مذبحة الحرم الإبراهيمي في الخليل، في 25/2/1994، ولم تكن اول عملية استشهادية تنفذها "حماس" كما ذكر الدكتور شلح. وكانت العملية الأولى في 16/4/1993، نفذها الشهيد ساهر تمام، من نابلس، واستهدفت مقهى يرتاده الجنود الصهاينة في مستوطنة ميحولا، القريبة من مدينة بيسان. والثانية عملية زرع السيارة المفخخة وتفجيرها عن بعد، تحت مبنى مركزي مكون من 15 طابقاً وسط تل ابيب في 16/5/1993. وتكتمت اسرائيل عليها وادعت ان انابيب الغاز اسفل البناية هي سبب الانفجار. العملية نفسها تكررت، بعد اقل من اسبوعين عند زرع سيارة أخرى تحت مبنى آخر، لكنها اكتشفت، واعتقل زاهر جبارين، سائقها. وكانت سبباً في كشف ومطاردة خبير المتفجرات في "حماس"، الشهيد المهندس يحيى عياش، وهو أصبح مطلوباً من تاريخها. والثالثة محاولة اختطاف الحافلة الصهيونية في التلة الفرنسية، في القدس، فى 1/7/1993، للمساومة على اطلاق سراح الأسرى في السجون الصهيونية. وكانت المهمة استشهادية، قام بها المقاومون ماهر ابو سرور ومحمد الهندي وصلاح عثمان. وبعد فشل محاولة الاختطاف وإصابة صلاح عثمان اصابات خطيرة أفقدته الوعي وهو حتى هذه اللحظة مشلول ويسمى الشهيد الحي، قام الهندي وابو سرور باختطاف سيارة تقودها مستوطنة صهيونية، وكانت معهما حقائب المتفجرات، وفجرا نفسيهما والمستوطنة في حاجز لجنود العدو، عند توقيفهما للتفتيش موقعين الكثير من القتلى والجرحى. والرابعة عملية أيمن عطاالله، من غزة، في 12/9/1993، على الشارع الرئيسي لمستوطنة نتساريم جنوب مدينة غزة، واستهدفت سيارة عسكرية تابعة لمصلحة السجون الصهيونية. والخامسة عملية الشهيد بهاء النجار، من مخيم الشاطىء في غزة، وهو اقتحم مركز شرطة العدو في الرمال في غزة ظهر يوم الثلاثاء في 14/9/1993. والسادسة عملية الشهيد اشرف مهدي، من حي الشيخ رضوان في غزة، على طريق الشيخ عجلين في المدينة، ولا أذكر تاريخها بالضبط، ولكنها كانت بعد ايام من العملية السابقة. والسابعة عملية سليمان زيدان، في 4/10/1993، واستهدفت مقر القيادة الخاصة لجيش الاحتلال، قرب مستوطنة بيت إيل في الضفة الغربية. القاهرة - أسامة عامر باحث فلسطيني مقيم