أثارت مطالبة بلغراد بعودة وجودها العسكري الى كوسوفو، غضب القادة الألبان الذين أعلنوا انهم سيقاومون ذلك بكل الوسائل، ويسلكون سبيل الوصول الى الاستقلال التام. وفي غضون ذلك، أجرى قائد قوات حلف شمال الأطلسي في جنوب شرقي أوروبا الأدميرال غريغوري جونسون لقاءات في بريشتينا امس، مع كل من رئيس الادارة الدولية في كوسوفو ميخايل شتاينر وقائد القوات الدولية كفور الجنرال فابيو ميني، وذلك في شأن اتخاذ الاجراءات خلال هذا العام، لخفض قوات الحلف الأطلسي في الاقليم الى نصف عددها الحالي البالغ 30 ألف عسكري. واعتبر رئيس الحكومة الصربية زوران جينجيتش القرار الأطلسي بأنه سيؤدي الى ضعف السلطة الدولية وتقوية نفوذ المتشددين الألبان، "ما يؤثر سلباً في أمن السكان الصرب، ويتطلب البدء بعودة ما لا يقل عن ألف عسكري يوغوسلافي الى الاقليم هذا العام". وأوضح ان طلب بلغراد الذي جرى تسليمه الى الجنرال جونسون، ينسجم مع قرار مجلس الأمن الرقم 1244، والذي يحدد الوضع الراهن في كوسوفو، معتبراً ان "مواصلة عدم السماح بعودة العسكريين اليوغوسلاف، يعني ان المسؤولين الدوليين في الاقليم يتصرّفون في شكل يتعارض مع قرار مجلس الأمن ويهيئون الاجواء لاستقلال الألبان، وهو وضع خطير جداً. ومعلوم ان الفقرة الرابعة من قرار مجلس الأمن المذكور تنصّ على انه "يؤكد انه سيجرى بعد الانسحاب انسحاب القوات العسكرية الصربية واليوغوسلافية السماح لعدد محدود من الجنود ورجال الشرطة اليوغوسلاف والصرب بالعودة الى كوسوفو". كما ورد في خطة السلام في كوسوفو التي وافقت بلغراد عليها: "بعد الانسحاب، يسمح لعدد يتفق عليه من الموظفين اليوغوسلاف والصرب بالعودة الى كوسوفو للقيام بالمهمات الآتية: تأمين الارتباط مع البعثة المدنية الدولية والوجود الأمني الدولي، تحديد الحقول المزروعة بالألغام، تأمين الوجود في أماكن التراث الصربي، توفير الحضور على المعابر الحدودية الرئيسة". وجاء طلب بلغراد بعد اتفاقها مع قادة صرب كوسوفو على خطة للتحرّك المشترك واستخدام كل الوسائل التي توفر التصدي الحازم لمحاولات الألبان الرامية الى استقلال كوسوفو. وأبلغت عضوة وفد صرب كوسوفو رادا ترايكوفيتش "الحياة" ان الاتفاق أكد "العمل المشترك لصيانة الحق الصربي المصيري كاملاً في الاقليم، ومنع انفصاله عن صربيا ويوغوسلافيا، ليكون وضعه المستقبلي مطابقاً تماماً لقرار مجلس الأمن الذي يعتبر الاقليم متمتعاً بحكم ذاتي واسع ضمن أراضي الدولة اليوغوسلافية". وأعربت عن قناعتها، ان المجتمع الدولي "فشل في امتحان كوسوفو"، ولم يحقق ما وعد به، لأنه لم يعمل كما ينبغي، ولذا فإن الصرب ليسوا مرتاحين لهذه الحال، وهو السبب الذي دعاهم للاعتماد على أنفسهم والعمل الحثيث مع اشقائهم الصرب في كل مكان". والى ذلك، أعلن رئيس حكومة كوسوفو المحلية بيرم رجي ان القادة الألبان "لن يسمحوا أبداً بعودة الهيمنة الصربية الى كوسوفو، بأي شكل كان، وان الألبان بدأوا برنامجاً لاستلام الكثير من صلاحيات الادارة الدولية من أجل اتخاذ الخطوات المؤدية الى إستقلال كوسوفو محلياً ودولياً". وأكد ان دستور الاتحاد الجديد بين صربيا والجبل الأسود غير مقبول من ألبان كوسوفو "لأنه يعتبرهم جزءاً من صربيا".