نفذت القوات المسلحة الصربية مناورات قرب كوسوفو، شاركت فيها وحدات خاصة تدربت على الانقضاض على جماعات "ارهابية"، فيما اعلن قائد الجيش الثالث اليوغوسلافي أن تشكيل "فيلق حماية كوسوفو" مناقض للاتفاق العسكري مع حلف شمال الأطلسي. وجاء ذلك في وقت عاد التوتر الى كوسوفو متزامناً مع تقارير صحافية عن وجود اتجاه لدى الادارة الأميركية للتخلي عن معارضة حصول الاقليم على الاستقلال. وأشارت تقارير قوات حفظ السلام الدولية في بريشتينا الى مقتل 7 أشخاص وجرح 10 آخرين، من صرب وألبان وجنود دوليين في حوادث متفرقة وقعت منذ مساء أول من أمس. وفي غضون ذلك، تسربت أنباء عن ان محكمة جرائم الحرب في لاهاي تقوم بإعداد تقارير عن ممارسات قوات الجيش والشرطة اليوغوسلافية ضد السكان الألبان "واحتمال ان يكون منجم للزنك والفحم في تريبتشا قرب ميتروفيتسا - شمال غربي الاقليم، تحول الى مقبرة جماعية لمئات الجثث". ومعلوم ان الصرب يسيطرون حالياً على منجم تريبتسا وان لليونانيين والفرنسين حصصاً في اسهمه. ورفض مسؤولون في محكمة لاهاي التعليق على هذه الأنباء في انتظار استكمال تحقيقاتها. وقامت وحدات خاصة من القوات المسلحة اليوغوسلافية بمناورات عند مدينة بروكوبليي 50 كلم شمال كوسوفو، حضرها قائد الفيلق الثالث للجيش اليوغوسلافي الجنرال نيبويشا بافكوفيتش وقائد فيلق بريشتينا أثناء الغارات الجوية الأطلسية الجنرال فلاديمير لازاريفيتش، وشارك فيها اللواء المظلي 63 الخاص. وذكر تلفزيون بلغراد أمس ان المناورات تركزت على "معارك للقضاء على الجماعات الارهابية في ضوء الخبرات التي تم الحصول عليها خلال العدوان الأطلسي على يوغوسلافيا". ويذكر انها المرة الأولى التي تذيع فيها وسائل الإعلام الصربية انباء المناورات العسكرية منذ انسحاب القوات اليوغوسلافية من كوسوفو. ونقل تلفزيون بلغراد عن قائد الفيلق الثالث للجيش اليوغوسلافي ان "تشكيل ما يسمى بقوات حماية كوسوفو يمثل مهزلة وخدعة جديدة، لجأ اليها المسؤولون في قوة حفظ السلام وبعثة الأممالمتحدة". واصدرت الحكومة اليوغوسلافية بياناً أمس جاء فيه انها "لا يمكن ان تقبل بالاتفاق الذي عقده مسؤولون دوليون في كوسوفو مع كبار الارهابيين الألبان، لتشكيل تنظيم عسكري جديد بذرائع مدنية". وذكر البيان ان بلغراد طلبت من مندوبها الدائم لدى الأممالمتحدة فلاديسلاف يوفانوفيتش تقديم مذكرة احتجاج الى الأممالمتحدة "على الاتفاق غير الشرعي المناقض لقرار مجلس الأمن الذي يدعم الأهداف الانفصالية الالبانية في كوسوفو". ومن جهة أخرى، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً مفاده ان كبار المسؤولين في الولاياتالمتحدة "أخذوا يتجهون نحو التخلي عن معارضتهم منح كوسوفو الاستقلال". وقالت: "ان المسؤولين في ادارة الرئيس بيل كلينتون يرون أن انفصال الاقليم أمر لا يمكن تفاديه نظراً الى الاجماع الواسع لدى السكان الالبان". وأشارت الصحيفة الأميركية الى أن الاتجاه الأميركي يقوم على "تشجيع اقامة مؤسسات البانية مستقلة منعزلة عن اشراف الأممالمتحدة". ويذكر أن بلغراد أشارت في الأيام الأخيرة الى "التشجيع الأميركي لانفصال الاقليم". وحذرت من ان يوغوسلافيا "لن تسمح بذلك مهما كان الثمن غالياً".