حذّرت بلغراد حلف شمال الاطلسي من أي تحرك عسكري في الاراضي اليوغوسلافية خارج الحدود الادارية لإقليم كوسوفو، فيما دعت موسكو الى التنفيذ الكامل لقرار مجلس الامن في شأن الاقليم. وافاد رئيس وزراء بلغاريا ايفان كوستوف انه حقق تقدماً في التقريب بين مواقف صرب وألبان كوسوفو "وان لقاء قد يُعقد قريباً بين ممثلي الطرفين". واعلن بعد اجتماعه مع زعماء صرب كوسوفو في بلدة غراتشانيتسا 10 كلم الى جنوب شرقي بريشتينا انه اتفق مع كل من الزعيم الديني للصرب المطران ارتيميا ومسؤولهم السياسي مومتشيلو ترايكوفيتش على ان تمثّل بلغاريا مصالح صرب كوسوفو في الاجتماعات التي تعقدها دول البلقان والتي تتركز على "عودة النازحين الصرب الى ديارهم واحترام حقوق وحريات كل السكان وضمان استقرار الاقليم بموجب قرار مجلس الامن 1244". ومن جهة اخرى نقلت صحيفة "فيتشرني نوفوستي" الصادرة في بلغراد امس، عن رئيس اركان القوات المسلحة اليوغوسلافية الجنرال نيبويشا بافكوفيتش قوله ان "على القوات الدولية ان تعلم انها اذا لجأت الى تصعيد العدوان ضد يوغوسلافيا فسيتحول جنودها الى رهائن في كوسوفو". ووصف الجنرال اليوغوسلافي مناورات حلف شمال الاطلسي بأنها "تهديد للسلام في البلقان" واضاف ان الجيش اليوغوسلافي "اتخذ الاستعدادات الضرورية لحماية بلاده من اي استفزازات او مفاجآت عدوانية". ونبّه الجنرال الصربي القائد الاعلى لقوات الحلف الاطلسي في اوروبا الجنرال ويسلي كلارك الى ضرورة التزام الموضوعية في تصريحاته "لأن قوات حفظ السلام في كوسوفو تابعة للامم المتحدة واي تصرف في خلاف ذلك، يشكل اعتداء على الشرعية الدولية". موسكو - اثينا وعلى صعيد آخر، عقد وزيرا الخارجية اليوناني يورغوس باباندريو والروسي ايغور ايفانوف اجتماعاً في مقر السفارة اليونانية في موسكو بمشاركة البطريرك الروسي اليكسي الثاني، تناول الوضع في البلقان. وابلغ باباندريو الصحافيين ان التطورات الاخيرة في كوسوفو "لا تخدم السلام في المنطقة"، بينما اشار ايفانوف الى ضرورة بذل قدر اكبر من الجهود الدولية "لضمان التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الامن في شأن الاقليم". ومن جهة اخرى، اوردت "فرانس برس" تحليلاً رأت فيه ان استقلال اقليم كوسوفو الذي وعدت واشنطن الانفصاليين به، محتم، فيما تهدد نزعة السكان الألبان الانفصالية في الاقليم، بنشوب توترات جديدة في منطقة البلقان. وذكر التقرير ان وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين اشار في مطلع الشهر الجاري امام النواب الفرنسيين الى حظر "الاتجاه نحو استقلال يكون اشبه باستسلام". وقال إن "قوة كفور القوة العسكرية الدولية لن تتمكن عندها من احتواء النزعة الانفصالية للسكان الألبان في اقليم كوسوفو"، وأشار الى تأثير ذلك على البانيا او الاقليات في مقدونيا وما سينتج عنه من "زعزعة لاستقرار منطقة البلقان بكاملها".