توقع المرشد العام لجماعة "الاخوان المسلمين" في مصر مأمون الهضيبي، فى رسالة إلى الزعماء العرب، أن تشهد العواصم العربية مواجهات بين الشعوب وقوات الأمن في حال وقوع الحرب الاميركية على العراق. وانتقد "من يحركون الأجهزة الأمنية لتقمع الشعوب التي يحال بينها وبين اعلان الرفض والغضب"، معتبراً أن الشعوب العربية "صارت تنتظر دورها لتتعرض للحرب الشرسة نفسها وتواجه سفك الدماء واحتلال الديار وتفتيت الأوطان". ووجه الهضيبي الحديث الى القادة العرب قائلاً: "إن من مقتضيات المواجهة التي باتت مفروضة عليكم وعلى شعوبكم أن تفسح الساحة وتتاح الفرصة للشعوب كي تمارس حقها في الغضب والرفض، واستعدادها للتضحية والبذل، ولتقف خلفكم مؤيدة مدعمة، وهي تنتظر في ترقب قراراً حاسماً منكم برفض الحرب الأميركية على العراق، وإعلانكم في حزم رفض أي محاولات اميركية تحاول الضغط كي تحظى بأي شكل من أشكال الدعم العربي والاسلامي، أو استخدام أي ارض أو مياه عربية لضرب شعب العراق". وقال: "يحال بين شعوب الأمة العربية والاسلامية والاعلان عن رفضها، واستنكارها، وتأكيد تصميمها على المواجهة، وتحشد جحافل الأجهزة الامنية، لكبت غضبة الشعوب، وقهرها حتى تحول بينها وبين ابداء انحيازها لقضاياها وحقوقها، ورفضها للعدوان الاميركي - الصهيوني على أوطانها، وهو أمر يشكل ابلغ المخاطر حين تنفلت معايير وضمانات الحكومة، وتنقلب الى معارك داخلية في شوارع وساحات عواصمنا، لا يدفع ثمنها إلا من حركوا الاجهزة الامنية لتقمع الشعوب التي يحال بينها وبين اعلان الرفض والغضب، والتي من حقها أن ترفع كل القيود والقوانين والمحاكم الاستثنائية الجائرة التي تكبل حريتها، وتقيد حركتها، وتصادر حقها في الامن والحرية، وهما حق فطري منحه الله لعباده، لا تجوز مصادرته أو الانتقاص منه أو الاعتداء عليه، ويكون واجب الحكومات واجهزتها الامنية هو تأكيد حمايته". يذكر أن السلطات المصرية تمنع التظاهر في الشوارع، بموجب قانون الطوارئ، وهي اعتقلت عدداً من الناشطين في مجال مناهضة الحرب على العراق. وكانت وزارة الداخلية اتهمت مراراً محركي التظاهرات، في إشارة إلى "الاخوان المسلمين"، باستغلال المشاعر الشعبية من أجل التحريض على النظام.