دعا قادة إسلاميون مصريون إلى تصعيد الاحتجاجات الشعبية ضد الحرب الاميركية على العراق واعتبار الجمعة والسبت "يومي غضب واحتجاج على الحشد الأميركي للغزو" على أن تتصاعد الاحتجاجات ومظاهر الغضب عند بدء الحرب. واصدر الإسلاميون بياناً حملوا فيه بشدة على السياسات الأميركية، وأكدوا أن "ضرب العراق وتدمير بنيته التحتية وما يترتب على ذلك من مآسٍ إنسانية للآدميين حربٌ غير مشروعة ليست موجهة ضد العراق وحده وإنما تطال العالم الإسلامي وتخلخل الأمن والسلام العالميين عبر حرب لا سند لها من شرعية أخلاقية أو قانوينة". ووقع على البيان أعضاء "مكتب الإرشاد" وهو أعلى سلطة في جماعة "الإخوان المسلمين" على رأسهم المرشد العام المستشار مأمون الهضيبي إضافة إلى نواب الجماعة في البرلمان المصري، ما عكس توجهاً لدى الجماعة إلى تصعيد الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية في المرحلة المقبلة بالتوازي مع الجهود المصرية والعربية والسياسية الساعية إلى الحؤول دون وقوع الحرب. وأفتى الموقعون على البيان بأن "أي إسهام في هذه الحرب غير جائز شرعاً، لأنه تعاون على الإثم والعدوان". وأضافوا: "إذ يعارض العلماء هذه الحرب من المنطلقات الدينية والأخلاقية والإنسانية، يقفون مع السلم والسلام والأمن للجميع، وهم يشاركون الشعب العراقي في آلامه، وتطلعاته للانعتاق من الاستبداد وللعيش الكريم الآمن من خلال جهود ابنائه، وللمحافظة على حقه في اختيار النظام الذي يحكمه. ويقدرون الجهود المكثفة التي بذلتها وتبذلها قوى الخير والسلام داخل أوروبا وأميركا وفي جميع أنحاء العالم ويقفون معها مؤيدين وداعين للمزيد من التحركات حتى تمنع هذه الحرب المدمرة". وناشد البيان الحكام العرب والمسلمين "أن يقوموا بدورهم ويؤدوا واجبهم بتوحيد صفهم، واجتماع كلمتهم، لمواجهة الخطر الذي يحدق بالأمة عقيدة وهوية ويدمر دورها الحضاري، بإعلان رفضهم رفضاً صريحاً لهذا العدوان السافر الذي ليس وراءه إلا الضياع والهوان، خصوصاً بعد أن أعلن وزير الخارجية الاميركي كولين باول صراحة ما تريده أميركا من هذه الحرب". ودعا البيان الشعوب الإسلامية، وكل المحبين للخير والسلام إلى "الوقوف صفاً واحداً في وجه قوى الحرب والشر والظلام، بكل الوسائل المشروعة ومنها: "أن تجتهد الأمة أعظم الاجتهاد في الإقبال على الله جل جلاله توبة واستغفاراً، وتلاوة وابتهالاً وإصلاحاً لذات البين وعمارة بيوت الله، ورداً للحقوق. تعبئة الموارد المادية المستطاعة دعماًَ لشعب العراق وشعب فلسطين وباقي قضايا الأمة التي تتعرض لمحن عظيمة. دعوة خطباء المساجد والعلماء، ورجال الصحافة والفكر، والنقابات الطلابية والمهنية والحركات والأحزاب الإسلامية والقومية والوطنية الى تنسيق جهودها في تعبئة قوى الأمة للتعبير بأقوى الوسائل المدنية عن رفض الأمة، وأحرار العالم لهذا الغزو الاستعماري ومبرراته، وذلك عبر التظاهرات الشعبية، واعتبار يومي 14 و15 من الشهر الجاري يومي غضب واحتجاج على الحشد الأميركي للغزو، واعتبار كل أيام الغزو منذ ابتدائه أيام غضب واحتجاج. ودعوة شعوبنا وشعوب العالم الحرة إلى مقاطعة البضائع الاميركية والإسرائيلية وبضائع كل دولة تعلن مشاركتها في جريمة الغزو".