طالب المرشد العام ل"الاخوان المسلمين" في مصر مأمون الهضيبي الحكومة بمنح الجماعة فرصة للتعبير عن ارائها، بالتظاهر والمشاركة في فعاليات سياسية، منتقداً في شدة استمرار العمل بالقوانين الاستثنائية. في موازاة ذلك حذر وزير الداخلية السيد حبيب العادلي من ان اجهزة الأمن ستواصل جهودها للتصدي ل"مخططات من يستخدمون الدين لتحقيق أغراض سياسية، معتبراً أن ملف الارهاب ما زال مفتوحا. دعا وزير الداخلية المصري السيد حبيب العادلي الى عدم "إغلاق ملف الإرهاب أو الاستهانة بأي معلومة في شأنه"، معتبراً أن "مراجعة ملف الإرهاب والتطرف بشكل مستمر أمر ضروري". ولفت العادلي، في حديث تلفزيوني الى أن دول العالم "بدأت إعادة حساباتها بعدما اعتقدت لفترة ان الارهاب لن يطاولها وكانت تؤوي الارهابيين رغم التحذيرات التي كانت تطلقها مصر". ورأى أن سلوك بعض من تلك الدول في الماضي "أدى الى نمو مناخ الارهاب بشكل كبير". وأكد العادلي "إن الاعتقال في مصر يتم اذا كان العمل الذي يقوم به المواطن يمثل خطورة على الأمن القومي وله طابع تخريبي"، معتبراً أن قانون الطوارىء "يؤدي دوراً كبيراً جداً في مواجهة الارهاب"، ملاحظاً أن بعض الدول التي كانت تعارض سابقا قانون الطوارئ "استحدثت ما هو أخطر منه". ونفى الوزير المصري في شدة وجود تجاوزات لحقوق الانسان داخل السجون المصرية. وقال: "ان السجون توفر لنزلائها الآن الكثير من الخدمات وتقوم بإعدادهم وتأهيلهم ليعودوا ابناء صالحين في مجتمعهم". وفي موازاة ذلك، قال مرشد جماعة "الاخوان المسلمين" في مصر مأمون الهضيبي، في رسالته الاسبوعية الى أعضاء تنظيمه، "ان ما يحدث الآن على ساحة دول عربية من حصار للشعوب للحيلولة بينها وبين إعلان غضبتها لما يجري من مجازر يهودية بشعة في حق الشعب الفلسطيني، او ما يحاك من عدوان اميركي غاشم ضد العراق وتهجم على الاسلام وعدوان على المسلمين في شتى بقاع الارض توازيه للأسف على الساحة العربية الاسلامية حملات اعتقال ضد الشباب وتسليط سيف القوانين الاستثنائية والمحاكم العسكرية على رقابه بشل حركته وفاعليته". وكانت السلطات المصرية اتخذت اجراءات مشددة واعتقلت عدداً من ناشطي "الاخوان" في الفترة الماضية رداً على قيام الجماعة بالتخطيط لما اعتبر "استغلالاً للقضايا الوطنية والعربية لاثارة الجماهير ودفعها الى الثورة على نظام الحكم في البلاد". واستغرب الهضيبي "ان يموج العالم بتظاهرات يشارك فيها آلاف ضد العدوان الاميركي على العرب والمسلمين في وقت يصادر فيه حق الشعوب العربية في اعلان غضبها والانحياز الى قضاياها". وفي اشارة الى الاجراءات الحكومية ضد "الاخوان"، قال الهضيبي ان "محاولات اقصاء قوى شعبية لها تاريخها في تربية الاجيال على الحق والفضائل والقيم كما لها تاريخها في مقاومة الاستعمار الصهيوني في فلسطين، تحت دعاوى ومزاعم تجافي الحق والمنطق لا يصب في مصلحة الأمة الاسلامية، مؤكداً أن الاخوان "ينادون بوحدة الامة وحتمية إعادة ترتيب البيت العربي الإسلامي وينهضون بواجب الدعوة ويعتمدون الحوار سبيلاً حضارياً".