دعت أحزاب ومنظمات حقوقية ولجان أهلية الحكومة المصرية الى الامتناع عن توقيف نشطاء مناهضين للحرب الاميركية المحتملة على العراق والإفراج الفوري عن المعتقلين منهم، فيما حضت جماعة "الإخوان المسلمين" السلطات على السماح بتنظيم "تظاهرة مليونية" في البلاد احتجاجاً على هذه الحرب. وكانت السلطات المصرية اعتقلت خلال الأيام الماضية 18 من نشطاء الحركة المناهضة للحرب. واعتبرت المنظمة المصرية لحقوق الانسان ان المعتقلين "لم يتجاوزوا حدود التعبير السلمي عن آرائهم من دون انفعال او استخدام العنف اثناء تظاهرهم". وأشار بيان للمنظمة الى اطلاق خمسة من المعتقلين وأورد اسماء المحتجزين واماكن اعتقالهم وتاريخ توقيفهم والتظاهرات التي شاركوا فيها. ودعت الحكومة الى "احترام حق التعبير السلمي عن الرأي وإطلاق المعتقلين". ودعا "البرنامج العربي لنشطاء حقوق الانسان" القوى السياسية والمنظمات الحقوقية والنقابية الى "تشكيل لجنة لحماية المعتقلين المناهضين للحرب ضد العراق"، وقال المدير العام للبرنامج حجاج نايل إن "اللجنة ستعمل على متابعة احوال المعتقلين والدفاع القانوني عنهم امام النيابة". واستحوذ ملف المعتقلين على جانب مهم من ندوة عُقدت مساء أول من امس في مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان تناولت الملف الديموقراطي في مصر. ودعا ممثلو احزاب معارضة ومنظمات حقوقية شاركوا فيها الى "الغاء قانون الطوارئ الذي تم استخدامه في حصار التظاهرات واعتقال متظاهرين بالمخالفة لما تعلنه الحكومة عن قصر حال الطوارئ على مكافحة العنف والإرهاب والاتجار في المخدرات". كذلك وجه سياسيون ومفكرون ومثقفون وفنانون نداء الى السلطات يعرب عن الانزعاج من "اعتقال معارضي الحرب"، ويطالب ب"الاطلاق الفوري للمعتقلين والتوقف عن سياسة التضييق ضد معارضي الحرب". في موازاة ذلك، وجه المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" مأمون الهضيبي نداءً إلى الجهات المعنية للموافقة على الترخيص لتنظيم "تظاهرة مليونية" لإعلان رفض الحرب على العراق. ودعا الهضيبي في النداء الذي اصدره أمس "كل الأحزاب وعلى رأسها الحزب الوطني الحاكم والقوى السياسية والنقابات ومنظمات حقوق الإنسان أن تتقدم إلى أولي الأمر بطلب السماح للجماهير المصرية أن تعبر عن شعورها الحقيقي وأحاسيسها الصادقة"، لافتاً إلى أن "الحشود المحتجة على الحرب قدرت بالملايين في شتى أنحاء العالم بينما تُحجم أو تمنع التظاهرات والمسيرات في مصر". وقال الهضيبي إنه على ثقة في "مسؤولية الجماهير المصرية وسلوكها الحضاري تجاه وطنها والتزامها وانضباطها في اقتصار التظاهرة على إعلان رفض الحرب على العراق"، في رد على اتهام السلطات المتظاهرين باستغلال المناسبة للتحريض على النظام. وفي هذا السياق عقد ممثلون عن أحزاب وقوى سياسية ونقابات ولجان شعبية عدة اجتماعات أمس في مقر نقابة الأطباء بحثوا في إعداد وثيقة يوقع عليها ممثلو الفعاليات المختلفة من فنانين ومثقفين وشخصيات عامة ومفكرين لتوجيهها إلى الرئيس حسني مبارك يناشدونه التدخل للسماح بتنظيم التظاهرة.