أعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك أن "زمن الافلات من العقاب ولّى" في أفريقيا، وينبغي ان "يحل محله اليوم زمن تعزيز العدالة". ودان "مختلف أشكال الاستيلاء على السلطة في شكل غير شرعي". وجاء ذلك في كلمة ألقاها في باريس أمس، في افتتاح القمة الفرنسية -الأفريقية التي تزامنت مع "قمة موازية" للهيئات المعنية بحقوق الإنسان، للتنديد بالأنظمة الديكتاتورية والعابثة بحقوق الإنسان التي يمثلها بعض المشاركين في القمة. وأكد شيراك تضامن فرنسا الكامل مع أفريقيا وعزمها على مساعدتها لحل المشكلات. وقال: "أريد اعادة التأكيد على عزمنا هذا، لأن البعض اعتقد ان فرنسا تميل الى الابتعاد عنه". وأضاف انه عازم على اعادة أفريقيا "الى صلب الأولويات الفرنسية"، وذلك من خلال رفع المساعدة من أجل التطور التي تقدمها باريس الى الدول الأفريقية، من نسبة 0.31 في المئة من الناتج القومي الفرنسي حالياً الى 0.5 في المئة عام 2007 و0.7 في المئة سنة 2012. ودعا الى السيطرة على عوامل عدم الاستقرار في القارة السوداء، عبر "تعزيز سلطة الدولة وتشكيل قوى أمن مدني وضمان نزاهة الانتخابات، وبناء التلاحم الوطني فوق الخصوصيات". وشدد على ضرورة مواجهة "العلل المستمرة مثل تهريب الأسلحة والتجارة غير المشروعة ونهب الموارد وحالات التمرد التي يقوم بها مغامرون"، عبر "مبادئ واضحة" منها: "ادانة مختلف أشكال الاستيلاء على السلطة في شكل غير شرعي" و"رفض المزايدات العنيفة واعطاء الأولوية للحوار". وتابع ان "من واجبنا التنديد بالعنف من أي جهة جاء" وتأكيد ان "مرتكبيه سيواجهون عقوبة المحكمة الجنائية الدولية". ساحل العاج وقال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي يشارك في القمة ان على القارة الأفريقية النهوض لمواجهة المشكلات المتعددة التي تواجهها، داعياً رئيس ساحل العاج لوران غباغبو الى العمل على تطبيق اتفاق السلام الذي وقع في فرنسا في الشهر الماضي وتحقيق "خطوة ملموسة نحو السلام في البلاد". وأضاف أنان: "علينا أن نبذل ما في وسعنا لمساعدة ساحل العاج على استعادة الامن الذي عاشته طوال سنوات عدة". وتزامن ذلك مع تقارير عن تجدد الاشتباكات في ساحل العاج. وأغارت مروحيات الجيش على مواقع المتمردين، بعدما اتهمهم بانتهاك وقف اطلاق النار ومهاجمة احد مصانع السكر وسط البلاد. موغابي وباتاسيه على صعيد آخر، ترافق افتتاح القمة في باريس مع تظاهرات متفرقة قرب مقر انعقادها في قصر المؤتمرات، احتجاجاً على استضافة فرنسا لبعض لمشاركين فيها وفي مقدمهم رؤساء زيمبابوي روبرت موغابي وافريقيا الوسطى انج فيليكس باتاسيه واريتريا اساياس افورقي وآخرين. وكانت مجموعة من الناشطين في مجال حقوق الإنسان قدمت أول من امس شكوى قضائية ضد موغابي بتهمة التعذيب كما قدمت شكوى أخرى بحق باتاسيه بتهمة ارتكاب جرائم حرب، كما ورد اسم رئيس الكونغو دنيس ساسو نغيسو في اطار قضية اختفاء 300 معارض في برازافيل سنة 1999. واقامت منظمة "مراسلون بلا حدود" تظاهرة خارج مقر القمة ضد 23 من رؤساء الدول الافريقية ال45 المشاركين في القمة، لانتهاكهم حرية الصحافة. وارتدى ناشطو المنظمة اقنعة وقمصاناً رسمت عليها صور الرؤساء المتهمين ب"انتهاك حقوق الصحافة وحقوق الانسان". وقال الامين العام للمنظمة روبير مينار للصحافيين: "نريد ان نقول للرئيس شيراك اننا سئمنا من هذا الخطاب الازدواجي: يدعي بلدنا اننا نموذج في حقوق الانسان ولكننا نستقبل شخصيات السوء من الديكتاتوريين". من جهة أخرى، استدعي الرئيس الزامبي السابق فريدريك تشيلوبا امس، لاستجوابه في ما يتعلق بتهم فساد وجهها اليه خليفته الرئيس الحالي ليفي باتريك مواناواسا. وقالت الشرطة ان تهماً ستوجه الى تشيلوبا فور انتهاء التحقيق. واحتجز تشيلوبا الذي تنحى عن الرئاسة عام 2001 بعد عشر سنوات من الحكم، في مركز الشرطة الرئيسي وسط العاصمة لوساكا. وجاء ذلك اثر خسارته دعوى استئناف امام المحكمة العليا للاحتفاظ بحصانة تمنع محاكمته.