قالت أرقام وبيانات من مصادر مختلفة إن عطلة عيد الأضحى حركت الركود الذي يشهده قطاع السياحة في الأردن منذ نحو ثلاثة أعوام، ولكن هذه البيانات أشارت إلى أن الحركة المشار إليها لم تكن بالوتيرة نفسها في مناطق الجذب السياحي المختلفة في المملكة، ففي حين حصلت فنادق مدينة العقبة الساحلية وشاطئ البحر الميت على الجزء الأكبر من الحركة، فإن مواقع لا تقل أهمية مثل مدينة البتراء الوردية ووادي رم لم تحظ إلا بالقليل من الإقبال. ونسبت وكالة الأنباء السورية الرسمية بترا إلى مدير محمية البتراء سليمان الفرجات قوله إن الحركة السياحية في البتراء خلال عطلة عيد الأضحى لم ترق إلى المستوى المنشود على رغم التخفيضات والتسهيلات التي روجت لها المرافق الفندقية في المنطقة. وقدر عدد زوار مدينة البتراء الأثرية خلال عطلة عيد الأضحى المبارك بثلاثة آلاف زائر، وعزا ذلك إلى الظروف الدولية الراهنة، لكنه أشار إلى إقبال ملحوظ من السياح العرب لزيارة البتراء. ولم يكن حال وادي رم القريب من المدينة الوردية أفضل بكثير، فلم يكن هناك سوى عدد محدود جداً من العائلات التي اختارت أن تقضي ليلتها في "وادي القمر"، وهو الاسم الذي يطلق على وادي رم، الذي قال عنه أحد رواد الفضاء الأميركيين حين رآه إنه أكثر الأماكن التي رآها على الأرض شبهاً بالقمر. ولكن الحال كانت مختلفة في فنادق مدينة العقبة التي تدنت نسبة الاشغال فيها في الأيام العادية إلى نسب تقل عن 30 في المئة. فقد أكدت تصريحات وبيانات صادرة عن أقسام العلاقات العامة في بعض أكبر فنادق العقبة ان نسبة الإشغال خلال عطلة عيد الأضحى راوحت بين 80 و95 في المئة، بينهم عدد كبير من المغتربين الذين حضروا لقضاء عطلة عيد الأضحى في وطنهم. وأكدت هذه النسب الجيدة الأرقام الصادرة عن "الأجنحة الملكية"، وهي شركة شقيقة ل"الملكية الأردنية"، الناقل الوطني الأردني، ولكنها متخصصة بتنظيم الرحلات الداخلية والخارجية إلى دول قريبة، إذ أشارت أرقام صادرة عن "الأجنحة الملكية" إلى أن الرحلات التي سبقت عطلة العيد الماضي شهدت زيادة ملحوظة في عدد المسافرين على الرحلتين اللتين تقوم بهما طائراتها يومياً بين عمّان والعقبة. كما شهدت الفنادق المقامة على شاطئ البحر الميت القريب من العاصمة عمّان اقبالاً جيداً خلال أيام عطلة عيد الأضحى قدر في بعض الفنادق بنحو 95 في المئة، في حين بلغ في فنادق أخرى 80 في المئة. وتعتبر هذه الأرقام جيدة لدى مقارنتها بمستويات الاشغال في الأيام العادية والتي كانت في هذه المنطقة أيضاً لا تتجاوز 30 في المئة. وكانت السياحة في المملكة شهدت تراجعاً بدأ مع نشوب الانتفاضة الفلسطينية أواخر أيلول سبتمبر عام 2000، ثم جاءت التهديدات الأميركية بشن حرب على العراق الذي تربطه بالأردن علاقات تجارية وثيقة لتفاقم أوضاع القطاع السياحي في المملكة في صورة لم تشهدها منذ حرب الخليج الثانية عام 1991.