يبدأ رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي غداً زيارة رسمية إلى ليبيا يرأس خلالها مع نظيره الليبي السيد محمد أحمد المنقوش الدورة نصف السنوية للجنة العليا المشتركة التي تستمر اجتماعاتها يومين. وأفادت مصادر مطلعة ان الغنوشي سينقل رسالة من الرئيس زين العابدين بن علي إلى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تتعلق بالتعاون الثنائي والقضايا الاقليمية الجارية، وفي مقدمها الملف العراقي والتطورات الأخيرة على الساحة المغاربية التي تمهد الطريق إلى عقد القمة المرجأة والاستعدادات لقمة 5"5 التي تستضيفها تونس. لكن مصادر تونسية وليبية رفضت تأكيد الخبر. وبدأ أمس خبراء تونسيون وليبيون في طرابلس اجتماعات فنية تمهيداً لاجتماعات اللجنة العليا والتي ستضع تقويماً شاملاً للمشاريع الكبيرة الثنائية وتدرس أسباب تعثر بعضها، كما تُعد لتنفيذ مشاريع أخرى في مقدمها مد أنبوب لنقل الغاز الطبيعي الليبي إلى مدن الجنوبالتونسي، والذي يتوقع أن يستكمل العمل فيه في 2006. واتسمت العلاقات التونسية - الليبية بالاستقرار طيلة العقد الماضي بعد سلسلة أزمات عاصفة في الثمانينات أدت إلى قطع العلاقات الديبلوماسية. وعلى رغم الشلل الذي أصاب الاتحاد المغاربي، الذي تنتمي إليه تونس وليبيا إلى جانب الجزائر والمغرب وموريتانيا، منذ العام 1995، حافظت العلاقات الثنائية على حيويتها، وتكثف توافد الليبيين على تونس، إذ قدر عددهم في العام الماضي بأكثر من مليون زائر، مما ساهم في الحد من الركود الذي عانى منه القطاع السياحي بسبب تداعيات أحداث 11 أيلول سبتمبر في نيويورك وواشنطن وحادثة تفجير شاحنة مفخخة أمام كنيس جربة جنوب في الربيع الماضي. من جهة اخرى ق ن أ، اكد الرئيس المالطي جويدو دي ماركو ان بلاده مستعدة للمساهمة في شكل كامل لإنجاح قمة الحوار لمجموعة "5 زائد 5" التى تضم دول اتحاد المغرب العربى الخمس تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا وليبيا من جهة وخمس دول اوروبية فرنسا وايطاليا والبرتغال واسبانيا ومالطا من جهة اخرى والمنتظر عقدها فى تونس خلال السنة الجارية. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس المالطي وزيرالخارجية التونسي السيد الحبيب بن يحيى الذى اختتم امس زيارة رسمية لمالطا استغرقت يومين، واستعرص معه بعض المبادرات الهادفة الى تنمية التعاون الاقليمي. وذكر في تونس ان السيد بن يحيى اجرى ايضاً خلال الزيارة سلسلة من المحادثات مع نظيره المالطي جو بورج ركزت على واقع علاقات التعاون الثنائي وآفاقه وسبل تطوير وتنويع مجالاته، خصوصاً في ظل استعداد البلدين للتوقيع على اتفاق ثنائي للتبادل الحر. كما تناولت المحادثات عدداً من المسائل الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وشدد الوزيران في هذا الاطار على اهمية تفعيل المسار الاوروبي المتوسطي عبر وضع آليات من شأنها اعطائه مزيداً من الفاعلية، وذلك في ضوء عملية التوسيع الحالية على مستوى الاتحاد الاوروبي.