توقعت مصادر مطلعة ان يطغى البحث عن مخرج لتنشيط الاتحاد المغاربي على المحادثات التي سيجريها الرئيس زين العابدين بن علي مع الملك الحسن الثاني خلال زيارته الرسمية الأولى للمغرب في أواسط الشهر المقبل. وأكدت المصادر ان المغرب وتونس ستطلقان مبادرة لمعاودة دفع الدماء في شرايين الاتحاد المشلول منذ 1995 في اعقاب طلب وزير الخارجية المغربي الدكتور عبداللطيف الفيلالي تجميد عضوية المغرب في مؤسسات الاتحاد على خلفية الدعم الجزائري المتزايد لجبهة "بوليساريو". ورأى مراقبون في تونس ان الانعطاف الذي شهدته العلاقات المغربية - التونسية منذ زيارة رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي لتونس الصيف الماضي جعل هاجس تحسين العلاقات الثنائية يتراجع إلى المرتبة الثانية في ضوء تقدم الحكومتين في تنفيذ الاتفاقات التي توصلت لها اللجنة العليا المشتركة في دورتها الأخيرة برئاسة اليوسفي ونظيره حامد القروي، ما أفسح في المجال أمام القيادتين للبحث في قضايا اقليمية في مقدمها وسائل تنشيط الاتحاد المغاربي الجزائروتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا والتنسيق في التعاطي مع الاتحاد الأوروبي الذي يرتبط المغرب وتونس معه باتفاقي شراكة. وعكست الرسائل والبرقيات التي تبادلها أخيراً الرئيس التونسي والعاهل المغربي لمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الاتحاد المغاربي رغبة الرباطوتونس "بعدم توفير أي جهد لضخ دماء جديدة في الاتحاد" والعمل على جعل السنوات العشر المقبلة مرحلة ايجابية تكرس التكامل بين بلدانه. من جهة أخرى، يبدأ القروي غداً زيارة رسمية للبرتغال تستمر يومين تلبية لدعوة من نظيره البرتغالي. وقالت مصادر برتغالية إن الزيارة تندرج في إطار السعي لتنشيط التعاون الثنائي وتكريس المشاورات الدائمة بين تونس وأعضاء الاتحاد الأوروبي. وسعى التونسيون في السنوات الأخيرة إلى إقامة علاقات متطورة مع بلدان الضفة الشمالية للمتوسط، خصوصاً ايطاليا واسبانيا والبرتغال والتي كانت طرفاً في الحوار المتوسطي - المغاربي المعروف بحوار "5"5" بالإضافة إلى فرنسا ومالطا، والذي توقف بعد تفجر أزمة "لوكربي" العام 1988. وفي إطار من الانفتاح على بلدان أوروبا الجنوبية وقع القروي مع نظيره الاسباني السابق فيليبي غونزاليس على معاهدة تعاون وحسن جوار واستقبل التونسيون غير مرة رئيسي ايطاليا والبرتغال. على صعيد آخر، أنهى رئيس حكومة مقاطعة كتالونيا الاسبانية مارسيل بوجول اول من أمس زيارة رسمية لتونس أجرى خلالها محادثات مع الرئيس بن علي ركزاها على آفاق تعزيز العلاقات الثنائية، خصوصاً على الصعيدين الاقتصادي والثقافي.