اعتبر المرشد العام ل"الاخوان المسلمين" ف مصر مأمون الهضيبي أن الجماعة صارت "ركناً اصيلاً في كل بلد عربي"، وان دعوتها "تؤرق مضاجع الصهيونية العالمية والصليبية الجديدة". وقال الهضيبي، في كلمة في الذكرى الرابعة والخمسين لرحيل مؤسسها حسن البنا: "ان ما يتعرض له الاخوان من ضغوط لن يزيدهم الا اعتزازاً بما لديهم من حق وما يملكونه من رشاد". ومعروف ان السلطات المصرية وجهت ضربات عدة الى "الجماعة" في الشهور الماضية شملت القبض على عدد من قادتها وكوادرها واحالت عددا منهم على محاكم عسكرية واحتجاز آخرين رهن الحبس الاحتياطي. واتهمت السلطات الاخوان باستغلال قضايا اقليمية ودولية بينها قضيتا فلسطين والعراق لمحاولة اثارة الجماهير وحثهم على الثورة على النظام في البلاد. وقال الهضيبي في كلمته: "يشهد العالم الكثير من المتغيرات في المواقف والقيم والقضايا، لكن دعوة الاخوان التي انتشرت في ربوع الدنيا، في شمالها وجنوبها، وفي شرقها وغربها، بقيت ثابتة على العهد، حارسة للقيم الاصيلة التي قامت عليها رسالة الاسلام العظيم، إذ ربى حسن البنا الرجال الذين عاشوا هذه المبادئ سلوكاً في حياتهم ومنهجاً في اعمالهم، وطريقاً الى عز الدنيا ونعيم الآخرة. فقدموا النماذج المشرقة لصاحب العقيدة الذي يضحي من اجل دعوته ومبادئه، وكانوا نعم القدوة التي يفخر بها التاريخ الاسلامي الحديث". واضاف: "رحل حسن البنا عن دنيانا قبل أكثر من نصف قرن بعد أن قدم دمه فداء لدعوته وكان اول من تحمل اعباء الطريق، فانقلب هذا الدم الزكي لعنة على الظالمين، وبدلا من ان تنطفىء جذوة هذه الدعوة، وتخفت انوارها، إذا بها اكثر توقداً، واوسع امتداداً، واكثر انتشاراً، وأبعد تأثيراً في مجريات الواقع المحلي والدولي. واصبحت هذه الدعوة المباركة بعد اكثر من نصف قرن من استشهاد مؤسسها ركنا اصيلاً في كل بلد عربي واسلامي، ولا نكاد نجد دولة من دول العالم إلا ودخلتها وزرعت الخير في ارجائها، وأقامت صروح الحق بين اهليها وشعوبها"، معتبراً "ان دعوة الاخوان التي اطلقها الامام الشهيد العام 1928 ما زالت تؤرق مضاجع الصهيونية العالمية والصليبية الجديدة وقوى الاستبداد والتسلط في عالمنا العربي والاسلامي، وما زالت هذه القوى تحيك المؤامرات وتدس الدسائس للضغط على حملة مشاعل النور ورواد الهداية، ولكن هذه الضغوط لا تزيدها الا اعتزازاً بما لديها من حق وما تملكه من هداية ورشاد، وما تمثله من قيمة، وما تبعثه من أمل لدى الشعوب التي تبحث عن العدل والحق والمساواة". ووجه الهضيبي انتقادات حادة الى الولاياتالمتحدة، واكد ان الاخوان لن يغيروا مبادئهم او معتقداتهم لارضاء اميركا". واعتبر "ان الانتفاضة الفلسطينية جهاد في سبيل الله مشروع، وأن العمليات الاستشهادية "سلاح من اسلحة الجهاد، حين يحاصر عدو غاصب مدن وقرى فلسطين، ويحصد الارواح والأنفس البريئة العزلاء بكل اسلحة الدمار الشامل، وينصب مجازره في كل قرية ومدينة، وكل شارع وحي، وتعتبر اميركا عدوانه الوحشي دفاعاً عن النفس، أما صيحات المعتدى عليهم الابرياء العزل فهي العنف والارهاب"، واضاف "إن العدو المعتدي الغاصب، لن يجدي معه سوى الجهاد، وقد فرض الاسلام على الامة الاسلامية كلها أن تقف من وراء حماس وكل المجاهدين في سبيله في دعم للانتفاضة وحرص على استمرارها"، مؤكداً "أن الجهاد صار فرض عين على الجميع". وتابع الهضيبي: "اليوم ينادي الاخوان المسلمون ويدعون الامة على مستوى شعوبها وحكامها بإعادة ترتيب البيت العربي وتوحيد الصف والكلمة، وازالة الخلافات بين الحكومات وايضاً ازالة الفجوات بين الشعوب وحكامها في توحيد للصف والكلمة، وحشد للامكانات والطاقات مع رفع أعلام الجهاد، كسبيل وحيد لتحرير الارض واقتلاع جذور العدوان. فالامة تمر بمرحلة صعبة ودقيقة تستهدف فيها الحكومات والشعوب والحكام وتستهدف فيها العقيدة والهوية والاصالة، وتستهدف فيها الاوطان والدور الحضاري في ظل العدوان الوشيك على الشعب العراقي الشقيق والاجواء التي تتدفق بها الجيوش الاميركية على المنطقة تنذر بشر اكثر من وخيم وعدوان اكثر من وحشي، لا يدفع ثمنه الا الشعب العراقي الشقيق وتوسع اضراره وشروره لتلحق بالقضية الفلسطينية وبكل دول المنطقة، الامر الذي يحتم عقد قمة عربية وقمة اسلامية حرة الارادة والقرار، تستنهض الهمم وتحرك جذور الايمان لمواجهة هجمة اميركية صهيونية شرسة على الامة".