لندن - "الحياة" - أصدر مجلس شورى "جماعة الاخوان المسلمين" في سورية، في ختام دورته العادية الخامسة، بياناً تلقت "الحياة" نسخة منه امس، جاء فيه ان الجماعة "ترفض التنازل عن أي شبر من الأرض العربية المحتلة او عن السيادة عليها". وحذر البيان من التخلي عن القضية الفلسطينية "جوهر الصراع مع العدو"، كما حذر من التفريط بالسيادة على الجولان، ومن أي شكل من اشكال الوصاية الأمنية. وعدد البيان مطالب اسرائيل التي تمس السيادة وهي "مناطق منزوعة السلاح، او اجهزة للانذار المبكر، او تقليص لحجم القوات السورية، او الحد من تسليحها". وقال: "ان مجلس الشورى ليدعو الى التماسك ضد المشروع الصهيوني، بتبني مشروع وطني شامل، يضع الأمة في الموقع الذي يؤهلها لمواجهة العدو المتغطرس، ويتم ذلك ابتداء بالتلاحم بين جميع فئات الشعب، في وحدة وطنية حقيقية تكون اطاراً يشترك الجميع من خلاله في بناء الوطن والدفاع عنه". وأكد مجلس الشورى ان الوحدة الوطنية لا يمكن تحقيقها الا "باطلاق الحريات العامة ... والافراج عن كل المعتقلين السياسيين ... واعتماد مبدأ التعددية السياسية ومبدأ التداول السلمي للسلطة، وترسيخ أسس المجتمع المدني، واحترام حقوق الانسان". وبالنسبة الى الأوضاع العربية قال البيان ان مجلس الشورى "يحيي روح الجهاد والمقاومة الاسلامية اللبنانية، ويدعو احرار الأمة جميعاً الى مساندتها والوقوف بعزم وحزم الى جانب شعبنا الحر الأصيل في لبنان، حتى يحرر ارضه من العدو الغاصب، ويعيد بناء ما دمره العدوان". وعن العراق قال البيان ان المجلس "عايش الآثار الرهيبة لاستمرار الحصار الظالم الذي تفرضه السياسة الاميركية على شعبنا في العراق الشقيق، هذا الحصار الذي يشكل استمراره وصمة عار في جبين الأمة والانسانية، وهو يدعو جميع ابناء هذه الأمة - شعوباً وحكومات - الى كسر هذا الحصار فوراً من خلال ميثاق شرف يعبّر عن روح الاخوة الحقيقية بين أبناء الأمة". وحيا البيان "صمود شعب الشيشان المسلم وجهاده البطولي، وأعلن ادانته للعدوان الروسي الوحشي، واستنكر الصمت المريب الذي يلفّ الموقف العربي والاسلامي والدولي، ودعا الجميع الى نصرة هذا الشعب، والوقوف الى جانبه في معركته العادلة". وأدان البيان "مواقف الادارة الاميركية وما تنطوي عليه من انحياز فاضح الى العدو الصهيوني، وسياسات معادية لقضايا العرب والمسلمين، ومحاولات مستمرّة للهيمنة على مقدرات الأمم والشعوب والتدخل في شؤونها، تحت شعار العولمة التي تسعى الى الغاء خصوصيات هذه الأمم والشعوب، في العقائد والثقافة والسياسة والاقتصاد... بالاضافة الى الحملة الظالمة التي تشنها على الاسلام والحركة الاسلامية، تحت ستار محاربة التطرف والارهاب والاصولية". ودعا البيان "الى الارتقاء الى مستوى من الوعي ينهي حالة التمزّق والفرقة والانقسام، لمواجهة التحديات الجسام والأخطار المحدقة التي تهدد الأمة في عقيدتها وهويتها ووجودها". وحمل البيان تاريخ 18 شباط فبراير الجاري.