وجه مرشد "الإخوان المسلمين" المستشار مأمون الهضيبي انتقادات حادة لمسيرة السلام مع إسرائيل، ودعا إلى تفعيل الجهاد لتحقيق النصر على الدولة العبرية، وشن الهضيبي في بيان أصدره أمس هجوماً حاداً على الولاياتالمتحدة، واعتبر أن مضي الحكومات العربية في التفاوض والحلول السلمية مع إسرائيل تحت المظلة الأميركية "كفيل بتصفية قضية فلسطين". وجاء كلام الهضيبي في سياق نشاط محموم تضطلع به جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر للتعبير عن الاعتراض على السياسات الاميركية في المنطقة، والمطالبة بمواقف أكثر صلابة ضد إسرائيل، إذ شهدت الجامعات المصرية لليوم الثالث على التوالي أمس تظاهرات حاشدة تبناها "الإخوان" تم فيها احراق العلمين الإسرائيلي والأميركي وترديد هتافات ضد الرئيس جورج بوش. وقال الهضيبي في بيانه: "إن الأمة إذا كانت لجأت إلى اسلوب التفاوض في مواقف أو في محطات عبر تاريخها الطويل، فإنها لم تقبل أن تتفاوض وهي مجردة من السلاح ولم تقبل في تاريخها شعاراً يقول بخيار السلام ولا خيار غيره، فإنها لم تخسر في عصرنا الراهن مثلما خسرت يوم مضت في مسيرة السلام المزعوم مع الكيان الصهيوني الغاصب مجردة من أي سلاح بينما عدوها مدجج بكل أنماط السلاح". وأضاف "ها هي الأحداث تزيدنا يقينا بما أنزل الله من الحق، فالعدو الصهيوني قام بغارة جوية على قرية صغيرة قرب العاصمة السورية غير آبه بالحرمات، ثم أعلن أن من حق إسرائيل أن تضرب أعداءها في أي أرض وأي زمان وبأي طريقة". وتابع: "إن مضي الحكومات العربية على درب التفاوض والحلول السلمية تحت المظلة الاميركية، وخصوصاً مع القبول بنبذ السلاح بعد حرب تشرين الأول أكتوبر 1973 حتى اليوم، كان كفيلاً بتصفية قضية فلسطين وإغلاق ملفها وفتح الباب أمام العدو الصهيوني لتحقيق مشروعه الصهيوني من النيل إلى الفرات". وقال: "إن العدو الصهيوني درس التاريخ وسعى للانتفاع بدروسه، فتتبع الهجمة الصليبية وانتفع بأساليبها في الزحف والاغتصاب، وأساليب مقاومتها وصدها ودحرها، كما درس الهجمة المغولية وكيف زحفت ثم كيف اندحرت، أما على الجانب العربي والإسلامي الرسمي فكان العجز أو الإعراض عن الدرس الإسلامي الذي يؤكد أنه على مدى التاريخ ومنذ البعثة حتى اليوم ما صد العدوان ودحر الغزاة عن عالمنا إلا الإسلام، بينما الإسلام اليوم لا يعتمد ولا يؤخذ في الاعتبار في المواجهة". واختتم بيانه قائلاً: "لتكن التضحيات كثيرة، لتكن الآلام مترادفة، لكن على الدعاة أن ينطلقوا ويمضوا على الطريق ويؤدوا ما عليهم فإنهم إن شاء الله هم الكاسبون".