دعا المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" في مصرالسيد مصطفى مشهور علماء المسلمين في العالم الى عقد مؤتمر عام "لمناقشة أبعاد الخطر الذي يهدد فلسطين والمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني"، على أن ينبثق عن المؤتمر وفد من كبار العلماء "للقاء الحكام العرب والمسلمين لتذكيرهم بواجبهم تجاه قضية فلسطين وحضهم على إعداد العدة للجهاد بكل الوسائل". وجه المرشد العام لجماعة "الاخوان المسلمين" في مصر السيد مصطفى مشهور نداء الى علماء المسملين، لفت فيه الى "ما يتعرض له أهلنا المسلمون في فلسطين من قتل لجميع الفئات، وحصار وتجويع، وتدمير للمنازل، وتجريف للمزارع، واعتقال وتعذيب، حتى غدت حياتهم نكبات في نكبات منذ أوائل القرن الماضي وحتى الآن، وما تتعرض له دولة فلسطين الوقف الإسلامي من اغتصاب وتهويد وما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من هدم وتقويض لبناء الهيكل المزعوم مكانه، وبدأت خطوات التنفيذ في تبجح. كل هذا يضع في أعناقكم مسؤولية جسيمة، أنتم بإذن الله أهل لها، وذلك بحكم علمكم أن أمة المسلمين أمة واحدة، وأن واجب النصرة شامل وعلمكم بطبيعة اليهود وغدرهم ومكرهم وعنصريتهم الدموية الإرهابية وماديتهم وسعيهم للإفساد في الأرض والتسلط على الناس وأطماعهم للاستيلاء ليس على فلسطين وحدها وطرد أهلها جميعاً منها بل لإقامة مملكة تمتد من النيل إلى الفرات على أشلاء المسلمين والمسيحيين في المنطقة". وأضاف: "تعلمون أن الواجب الشرعي إزاء هذا الواقع وهو الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال وأن الشهادة شرف وأمل ينبغي الحرص عليه والتطلع إليه. ولا أخالني بحاجة إلى تذكيركم - أصحاب الفضيلة - بأن أسلافكم العظام كانوا قادة الجهاد بالكلمة والعلم والتحميس في كل معارك التحرير التي خاضتها الأمة الإسلامية بل بحمل السلاح في بعض الأحيان. وأيضاً لا أحسبني بحاجة إلى التذكير بما يقوم به حاخامات الصهاينة من تكريس للعنصرية والكراهية وحض على القتل وسفك الدماء وتحريض ودفع القيادات العسكرية والسياسية في الكيان الغاصب على الظلم والنهب وتصفية شعب بأسره أو طرده من أرضه. وهم يصدرونه في ذلك من عقيدة محرفة ضالة، فما البال حين تحركون الأمة من عقيدة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها؟". وزاد، موجها كلامه الى العلماء: "كل هذا يجعلكم في كل أنحاء العالم الإسلامي ملاذ الأمة في محنتها هذه، لهذا نقترح على فضيلتكم مطالبة المسلمين حكاماً ومحكومين بتطبيق الإسلام وتحكيم شريعته لتقديم نموذج يكون داعياً إلى الإسلام بلسان الحال، وأن تجهروا بكلمة الشرع وموقفه تبصيراً للأمة بأخطار وتداعيات الحاضر والواقع المأساوي وإلزاماً لحكامها بالمسؤوليات والأمانات ونبذ الخلافات والعمل على وحدة الصف والكلمة وتغليب المصلحة العامة على الخاصة وإفساح المجال للشعوب المشاركة في القرار والتعبير عن غضبتها وواجبها في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق بالمال والأرواح. وأن تتداعوا إلى مؤتمر عام لكل علماء المسلمين لمناقشة أبعاد الخطر الذي يهدد فلسطين والمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني بروية وهدوء وإعمال فكر على أن ينبثق عن المؤتمر وفد من كبار العلماء في العالم الإسلامي للقاء حكامه والتذكير بالواجبات تجاه القضية، وحضهم على إعداد العدة للجهاد بكل الوسائل، وتربية الشعوب على الرجولة والجدية والمبادئ والأخلاق، وعلى اتخاذ موقف موحد من الدول التي تدعم العدو الصهيوني يضر بمصالحها على مستوى العالم الإسلامي كله، والتعاون في مجالات التسلح لإنتاج أسلحة الردع للدفاع وليس للعدوان والتدمير، وأن يطالب هذا الوفد الحكام بتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك، وتفعيل قرارات القمة 2000 والقمة 2001، الخاصة بقطع العلاقات مع العدو الصهيوني ورفض التطبيع ومقاطعته وإحكام الحصار حوله، وتنفيذ قرارات دعم الانتفاضة والقدس. وأن يخاطب هذا الوفد الشعوب الإسلامية طالباً منها التبرع بالمال بمعاونة أهل فلسطين ومقاطعة الدول التي تؤيد الكيان الصهيوني اقتصادياً".