دعا وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى الى التزام الشجاعة والخيال والواقعية لبدء حوار مغربي - جزائري حول الملفات العالقة. وقال: "لا يمكن تصور حل لقضية الصحراء من دون حوار وتفاهم مباشر بين المغرب والجزائر". ورأى ان النزاع مصطنع وهو "ذو طبيعية جيوسياسية مع بلد شقيق وجار يتقاسم معنا الماضي نفسه والمستقبل نفسه". واضاف: "لم يكن يعقل بالنسبة الى الدول الأوروبية عند انضمام اسبانيا الى الاتحاد الأوروبي ان تساند هذه الدول حركة انفصالية مثل الباسك". مضيفاً ان "ليس من المعقول ان يستضيف بلد على ترابه رجالاً ونساء مسلحين ومعادين لبلد آخر"، في اشارة الى تجمعات "بوليساريو" في منطقة تيندوف جنوب غربي الجزائر. وقال: "مع الأسف هذه حال المغرب العربي". وربط بين انعدام الاستقرار وانتشار الارهاب والتطرف وانعدام الأمن. وقال عندما يجري الحديث عن هذه الظواهر يوجه الاتهام الى الحركات المسلمة. بيد انه على رغم الاعلان عن تزايد الخلافات بين المغرب والجزائر فإن الرباط أكدت مشاركتها في المنظمة المغاربية التي تستضيفها الجزائر قبل نهاية العام الجاري. إلا انها لم تحدد مستوى المشاركة. واعربت اسبانيا، في غضون ذلك، عن تأييدها لمفاوضات بين الأطراف حول قضية الصحراء. وقال رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار عشية زيارته الى المغرب، لإجراء محادثات مع العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس الوزراء ادريس جطو في مراكش في اليومين المقبلين: "ندعم جهود الأممالمتحدة والأمين العام كوفي انان وندعم ايضاً مبدأ التفاوض بين الأطراف للتوصل الى حل". واعرب عن أمله بأن تتخذ العواصم المغاربية الخمس مبادرات ايجابية للسير قدماً في بناء الاتحاد المغاربي. وقال انه يتفهم مدى اهمية قضية الصحراء بالنسبة الى المغرب. وسئل عن دعوة واشنطن الى تحسين العلاقات بين المغرب والجزائر واجراء مفاوضات للبحث في التسوية السلمية لنزاع الصحراء، فأجاب: "نرحب بكل مبادرة من شأنها ان تساعد في ايجاد حل للمشكلة انطلاقاً من الحرص على الحفاظ على استقرار المنطقة". ورأى ان مبادرات الحوار "هي دائماً موضع ترحيب. ويمكن ان تكون مفيدة في التوصل الى حل". وأكدت وزيرة الخارجية الاسبانية آنا بلاسيو ان العلاقات مع المغرب ترتدي أهمية بالغة و"يجب ان تتجاوز الطابع التقليدي نحو علاقات أشمل لأسباب تاريخية وجغرافية ومستقبلية". ويعتبر اللقاء الذي سيجمع العاهل المغربي ورئيس الوزراء الاسباني في مراكش الأول من نوعه منذ اندلاع أزمة جزيرة "ليلى" في صيف العام الماضي، قبل ان يعاود البلدان استئناف علاقاتهما بوساطة من وزير الخارجية الاميركي كولن باول.