رأت مصادر سياسية في كلام الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عن فصل ملف الصحراء عن جهود تفعيل الاتحاد المغاربي "محاولة تجنب ضغوط دولية واقليمية" تربط حل نزاع الصحراء الغربية بالدخول في حوار بين المغرب والجزائر، كما جاء في رسالة سابقة من الرئيس جورج بوش الى الملك محمد السادس وفي تصريحات للرئيس جاك شيراك خلال زيارته للمغرب قبل فترة. واعربت المصادر عن الاعتقاد بأن التوافق الاسباني الجزائري ازاء تطورات قضية الصحراء عودة بالقضية الى ما قبل اندلاع النزاع العام 1975. اذ تم التنسيق بين اسبانيا التي كانت تستعمر الصحراء، والجزائر على ترحيل صحراويين الى تيندوف جنوب غربي الجزائر. لكن المصادر الرسمية في الرباط رفضت التعليق على مضمون تصريحات بوتفليقة وذلك لأن لقاء قمة يجري الاعداد له بين الرئيس الجزائري والعاهل المغربي على هامش قمة "5"5" في تونس الاسبوع المقبل. كما يجري الإعداد للقاء يجمع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار في الثامن من الشهر المقبل مع نظيره المغربي ادريس جطو. الى ذلك تسعى السلطات المغربية الى تجنب حصول اي تصعيد في العلاقات مع الجزائرواسبانيا تسهيلاً لمشروع مد انبوب الغاز الطبيعي الجزائري الى اسبانيا عبر الاراضي المغربية. وسبق لوزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى ان شارك في اعمال اجتماع وزراء الخارجية المغاربيين الذي استضافته الجزائر اخيراً لتأكيد التزام بلاده خيار البناء المغاربي، وان كان المسؤولون المغاربة يستبعدون تفعيل الاتحاد في غياب التسوية السياسية لنزاع الصحراء والتي القت بظلال قاتمة على مسار البناء المغاربي منذ العام 1994. لكنهم لا يريدون تحمل مسؤولية تعثر الاتحاد. وتشكل قمة "5"5" المرتقبة في تونس فرصة سانحة لمعاودة الحوار بين المغرب والجزائر على مستويات عدة بعدما اقر العاهل المغربي والرئيس الجزائري خطة عمل للتركيز على محاربة الارهاب والهجرة غير المشروعة وتجارة المخدرات خلال القمة التي جمعتهما في نيويورك. وتشكل هذه القضايا محوراً اساسياً في قمة تونس. وبين الموقف الاسباني الذي يميل الى مصلحة الجزائر والموقف الفرنسي الذي يدعم المغرب تستطيع اعمال القمة في هذا المجال بنوع من التوازن، أقله الدعوة الى تسريع الحل السياسي لنزاع الصحراء، من دون فرض اي حل خارج ما يتفق عليه الاطراف المعنيون.