بدأت وزيرة خارجية اسبانيا آنا بلاسيو أمس زيارة عمل للمغرب يتوقع أن تتوج باتفاق على عودة سفيري البلدين وتطبيع العلاقات. وقالت مصادر رسمية إن العاهل المغربي الملك محمد السادس سيستقبل بلاسيو للدلالة على رغبة بلاده في طي صفحة الخلافات والاتجاه نحو تحسين العلاقات بين الرباطومدريد. وسيعرض الاجتماع بين وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى ونظيرته الاسبانية إلى نتائج اجتماعات فريق العمل الذي ضم خبراء من البلدين لدرس الملفات السياسية وتحديد المياه الاقليمية وقضايا الهجرة غير الشرعية والمسائل العالقة. وعكست تصريحات للوزيرة بلاسيو رغبة مدريد في عودة علاقات البلدين إلى نقطة التفاهم، على خلفية أزمة جزيرة ليلى التي اندلعت صيف العام الماضي، واتهام المغرب السلطات الاسبانية بانتهاك مياهه الاقليمية في ضوء الترخيص لشركة اسبانية التنقيب عن النفط في مناطق مغربية قبالة جزر لاس بالماس، إضافة إلى الموقف من تطورات قضية الصحراء والهجرة والحرب ضد الإرهاب. لكن اللجنة العليا المشتركة التي يرأسها خوسيه ماريا أثنار رئيس الوزراء الاسباني، ونظيره المغربي السيد ادريس جطو لم تنعقد منذ ما يزيد على عام، بسبب سحب السفير المغربي من مدريد وتداعيات الخلاف على جزيرة ليلى والوضع المعقد لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين شمال البلاد. وحرصت بلاسيو لدى وصولها إلى مطار أكادير على الساحل الأطلسي، على الاشادة بمبادرة المغرب إلى السماح للصيادين الاسبان بالصيد في السواحل المغربية اثر الكارثة البيئية الناتجة عن غرق الباخرة "بريستيج". ويسود اعتقاد بأن الموقف الذي ستلتزمه مدريد ازاء تطورات قضية الصحراء في مجلس الأمن من شأنه أن يعزز توجه الانفتاح أو يعيد الأزمة إلى سابق عهدها.