أنهت القمة الاولى لبلدان الحوض الغربي للمتوسط مجموعة حوار "5"5" اعمالها امس في تونس من دون الاتفاق على تاريخ القمة الثانية ومكانها. والقت الخلافات المغاربية ظلالاً كثيفة على الاجتماعين الرسميين والجلسة المغلقة صباح امس، مما ادى الى انعدام التوازن في الحوار بين الضفتين. ودعا رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو بيرلوسكوني الى تحويل الحوار مؤسسة تقتبس نموذج "حوار بلدان اوروبا الوسطى" الذي يجمع رؤساء ايطاليا والنمسا والبلقان مرة في السنة فيما يجتمع وزراء الخارجية مرتين في السنة راجع ص 7. واكد الرئيس زين العابدين بن علي الذي أدار الجلسات ان البلدان المشاركة اتفقت على دورية القمم. وقال ان وزراء الخارجية سيبحثون لاحقاً في تحديد مكان القمة المقبلة وتاريخها. وعلى رغم الاتفاق على انشاء مؤسسة مشتركة للحوار بين الثقافات المتوسطية فان الرؤية ظلت متباعدة بين الاوروبيين والمغاربيين في شأن قضيتي الامن والهجرة غير المشروعة. اذ اعلن المغاربيون رفضهم ان يكونوا "رجال شرطة يحرسون الحدود الجنوبية لاوروبا" فيما طلب الجانب الاوروبي مزيداً من الحزم في مكافحة الظاهرة. وفيما كان مؤملاً بأن تشكل القمة فرصة للقاء بين العاهل المغربي محمد السادس والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، واجتماع مماثل بين الرئيس جاك شيراك والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لحلحلة المفاوضات العالقة بين أسر ضحايا طائرة "يوتا" ومؤسسة القذافي، لم يتم اللقاءان، وإن تحققت معاودة المفاوضات بناء على اتصالات جانبية. وصرح القذافي للصحافيين ان مشكلة "يوتا" في طريقها الى الحل. وقال "ان ليبيا قامت بما عليها"، وان الامر بات في أيدي المفاوضين الذين عاودوا المحادثات مؤكداً ان العلاقة مع فرنسا "جيدة". ولوحظ ان وصول الملك محمد السادس الى تونس مساء الجمعة تأخر ساعات مما حال دون حضوره لقاء غير رسمي بين القادة المغاربيين، فيما غادر الرئيس بوتفليقة تونس امس الى بيروت لحضور فعاليات مؤسسة الفكر العربي التي يرأسها الامير خالد الفيصل من دون ان يلتقي العاهل المغربي. وعلى الصعيد المغاربي، قال وزير الخارجية الجزائري عبدالعزيز بلخادم ان القمة المؤجلة تعقد في الاسبوع الاخير من الشهر الجاري في الجزائر التي ترأس الاتحاد منذ العام 1995. واوضح في تصريحات الى "الحياة" على هامش قمة "5"5" ان جدول الاعمال جاهز، وان البلدان الاعضاء المغرب والجزائروتونس وموريتانيا وليبيا متفقة عليه منذ التاريخ السابق الذي أرجئت فيه القمة. وأبدى استعداد الجزائر لحل المشكلات العالقة مع المغرب "اذا ما وضعت كل القضايا الخلافية على طاولة البحث". ونفى ان تكون قضية الصحراء الغربية حائلاً دون احياء نشاط الاتحاد، مشيراً الى ان جميع الاعضاء اتفقوا على استبعادها من جدول الاعمال المغاربي واعتبار ان الاممالمتحدة تتولى السعي الى حلها.