قالت مصادر مقرّبة من أمانة وزارة الاتصال الخارجي الليبية امس ان الليبيين غاضبون من البلدان المغاربية بسبب تجاهلها دعوة لعقد اجتماع لمجلس وزراء خارجية الاتحاد المغاربي في سرت خلال الشهر الجاري. واوضحت ان اتصالات تمت عبر القنوات الديبلوماسية بين العواصم المعنية على هامش القمة الخامسة والثلاثين لمنظمة الوحدة الافريقية التي استضافتها الجزائر الشهر الماضي وأسفرت عن الاتفاق على عقد اجتماع لوزراء الخارجية المغاربيين قبل نهاية الشهر الجاري وانطلاق الاحتفالات بالذكرى الثلاثين لوصول الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الى سدة الحكم. وأفادت ان المشاورات شملت المغرب الذي لم يحضر القمة الافريقية بسبب انسحابه من المنظمة منذ العام 1984 وان التونسيين والموريتانيين رحّبوا بالاقتراح الليبي فيما تحفظت الجزائر في البدء كونها ترأس الاتحاد منذ العام 1994 وهي التي استضافت الاجتماع الاخير للجنة المتابعة المغاربية التي قررت معاودة تنشيط مؤسسات الاتحاد، وربط المغرب موقفه بقرار الاكثرية. واضافت المصادر ان تحديد تاريخ الاجتماع الوزاري في سرت ترك لاتصالات لاحقة بعد الاتفاق على مبدأه، الا ان الخارجية الليبية "لم تتلق اي اتصال من اي عاصمة مغاربية في شأن الاجتماع" ما أثار غضب الليبيين كون الشهر المُتفق عليه انقضى من دون عقد الاجتماع. وكان وزراء الخارجية المغاربيون اجتمعوا آخر مرة في الجزائر في كانون الاول ديسمبر العام 1995. ونقل وزير الخارجية رئيس الوزراء المغربي السابق الدكتور عبداللطيف الفيلالي الى نظرائه خلال الاجتماع قرار الرباط تجميد عضوية المغرب في الاتحاد المغاربي يضم الى المغرب كلاً من الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، ما ادى الى شلل كامل للمؤسسات المغاربية. واعلن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الذي ما زال بلده يرأس الاتحاد عقد اجتماع لوزراء الخارجية المغاربيين في تشرين الاول اكتوبر المقبل تمهيداً لقمة تستضيفها الجزائر "قبل نهاية العام". الا ان مراقبين توقعوا امس ان يلقي الغضب الليبي من العواصم المغاربية الاخرى ظلالاً سلبية على المساعي الجارية لمعاودة تنشيط الاتحاد.