من المنتظر أن يحل بالعاصمة الجزائر، خلال الأسابيع القليلة المقبلة الوزير الأول المغربي السيد إدريس جطو في زيارة رسمية تمهيدا للقاء قمة بين العاهل المغربي محمد السادس والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. الخبر الذي كشف عنه وزير الداخلية الجزائري السيد عبد العزيز بلخادم في حديث أدلى به إلى الإذاعة الوطنية الجزائرية يوم الاثنين الماضي تداولته الصحافة المحلية بكثير من الاهتمام، بعدما كادت العلاقات بين البلدين المتجاورين الشقيقين تذهب في اتجاه لا يخدم البلدين ولا الشعبين، ولا المنطقة المغاربية التي يعجز قادتها بعد آخر قمة مغاربية جمعتهم العام 1994 بتونس، من الجلوس حول مائدة واحدة على خلفية جملة التوترات التي تشهدها العلاقات بين دول اتحاد المغرب العربي. وفيما لم يشر رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى التاريخ المحدد لزيارة إدريس جطو التي اكتفى بالقول انها ستأتي قبل القمة المرتقبة التي ستجمع بوتفليقة ومحمد السادس في يناير الجاري، ما يعني أنها ستسبق هذا الموعد الهام بأسبوع أو أسبوعين، أوضح أن القمة لن تكون المفتاح السحري الذي ستحل بواسطته كل المشاكل العالقة بين البلدين، موضحا أن هذه المشاكل يجب أن تحل في إطار اللجان المشتركة بين البلدين. وقال بلخادم بشأن قرار ليبيا التخلي عن رئاسة اتحاد المغرب العربي قبل أن تتراجع عنه، أن معمر القذافي رفض الوساطة الجزائرية لوقف تدهور العلاقات بين ليبيا وموريتانيا، وأن الجزائر اقترحت على القذافي الاتصال بالقادة العرب لتحديد تاريخ قمة مغاربية، كشف أن أطرافا في الاتحاد تحفظت حول الفكرة لكن تجسيدها ليس مستحيلا. وتأتي الزيارة المرتقبة للوزير الأول المغربي إدريس جطو، بعد تلك التي قام بها منتصف يوليو 2004، وزير الداخلية المغربي مصطفى الساهل، التي أعقبها قرار المغرب إلغاء تأشيرة الدخول إلى أراضيه على الجزائريين، كما كان من المفروض أن تمهدّ زيارة مصطفى الساهل لزيارة إدريس جطو للجزائر في ديسمبر الماضي لكنها لم تتم، بسبب التوتر غير المسبوق الذي شهدته العلاقات بين البلدين خلال الستة أشهر الأخيرة من العام 2004 على خلفية اتهامات مغربية للجزائر ب «عرقلة جهود التوصل إلى حل لنزاع الصحراء الغربية» و«التوجه نحو التسلح المفرط للإخلال بموازين القوى في المنطقة» و«حشد قوة عسكرية على حدودها مع المغرب لتهديد أمنها». وكان مصدر مغاربي رفض الكشف عن هويته صرح ل «الرياض» بعد الاجتماع الطارئ الذي جمع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي في ليبيا مؤخرا بدعوة من وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم، كشف أن المجتمعين اقترحوا تاريخا لعقد القمة المغاربية كانت مساعي دبلوماسية سابقة تحركت في عدد من عواصم المنطقة لافتكاك موافقة من لدن قادة الاتحاد. وقال المصدر المغاربي ان هؤلاء حددوا تاريخ منتصف شهر يناير 2005 مبدئيا موعدا للقمة المغاربية المقبلة، وأن ليبيا التي وافقت على مواصلة رئاستها للاتحاد المغاربي، ستحتضن القمة فوق أرضها.