ضم العدد الجديد من "الآداب" 51 - 11 و12 - 2003 ملفّين، الأول عنوانه "إدوارد سعيد: أثره في العالم... وفينا" وهو من إعداد سماح إدريس وتقديمه. أما الملف الثاني فعنوانه: "من عروبة الى عروبة: أفكار في تجديد القومية العربية" والاعداد والتقديم هما لسماح ادريس وجمال باروت. وضم الملف الأول: ولاء ادوارد سعيد الأكبر أحمد دلال، إدوارد سعيد وكتابة تاريخ الشرق الأوسط أسامة مقدسي، المعرفة السياسية والمعرفة المحضة أسعد أبو خليل، الانثروبولوجيا تواجه أزمة ما بعد الاستشراق أسيل صوالحة، مفكر ناشط من طراز جديد الياس رشماوي، دراما العودة المؤجلة ايليا سليمان، رحلة ادوارد سعيد الى إيثاكا جوزيف مسعد، ما لم أقله لإدوارد سامية محرز، من أجل حكاية فلسطينية عربية جديدة سري مقدسي، الراحل... دائماً سنان أنطون، إدوارد سعيد لا يزال معي! عمر البرغوثي، تمثُّل النظرية الأدبية وثقافة المقاومة عند ادوارد سعيد فريال جبوري غزول. وضم الملف الثاني: هل يمكن دمقرطة العروبة. وكيف؟ أحمد صالح الملا، المشروع القومي العربي: مراجعة من أجل بداية جديدة أحمد فائز الفواز، من الإثنية المذهبية الى القومية الديموقراطية جاد الكريم الجباعي، الفكرة العربية بين إخفاقات الماضي وتطلعات المستقبل شمس الدين الكيلاني، الخطاب... والقومي الطاهر لبيب، المثقفون والقومية العربية: فريضة المراجعة عبدالإله بلقزيز، مستقبل تلازم الوحدة والاشتراكية علي العبدالله، الجماعات القومية في المشرق العربي: الفكرة العربية وسجن الشعوب ياسين الحاج صالح. وفي العدد قصص هي: اللحية الأزهر الصحراوي، الأقنعة محمد الحاج صالح، حالة حب متقدمة بسمة البوعبيدي، التخويف الطاهر بن جلون، ترجمة: سعيد الجاوي. وكتب سماح ادريس في تقديم ملف ادوارد سعيد: "لا شك في أن ادوارد سعيد، الذي رحل عنا بجسده قبل أكثر من شهر، هو أحد أهم المحركين الثقافيين في العالم الحديث. حيث أحدث ارتجاجات عميقة وجذرية في العلوم الانسانية والاجتماعية كافة، ولا سيما في حقول النقد الأدبي والدراسات الشرق أوسطية والانثروبولوجيا والتاريخ. وقدّم صورة نموذجية عن المثقف الدنيوي المقاوم لكل أشكال السيطرة والظلم، سلاحه في ذلك: معرفة موسوعية نادرة، وصلابة سياسية مميزة. ولعل الأثر الأكبر الذي خلفه سعيد كان وسيبقى في طلابه في الجامعات الأميركية، وفي الناشطين داخل الولاياتالمتحدة وأوروبا، وهو، ويا للأسف، ما لا ينطبق حتى اليوم، وبالدرجة نفسها، على الوطن العربي، وإن راح أثر سعيد يزداد تدريجاً بعد سيل المقالات والكتب السياسية التي نقلها الكتاب العرب الى لغتهم. كان لهذه المجلة شرف تخصيص أول ملف ثقافي عربي عن هذا الراحل الكبير قبل عشرة أعوام. ونشرت "دار الآداب" خمسة من كتبه. واليوم لم أجد تحية وفاء أقدمها الى استاذي وصديقي وحبيبي ادوارد أفضل من هذه الاضمامة من المقالات التي كتبها تلامذته وأصدقاؤه العرب، المنتمون الى أجيال مختلفة، وأكثرهم صاروا منذ سنوات قليلة أساتذة بارعين في جامعات كبرى، وبعضهم باتوا عناصر ناشطة مؤثرة في حركات سياسية مناضلة في الولاياتالمتحدة وفلسطين ومصر وغيرها. ان الوفاء لإدوارد سعيد لا يكون بتقديسه وتصنيمه، بل بالاقتداء بمنهجه النقدي الدنيوي، مراجعة لأنفسنا، ولمجتمعنا، ولإدوارد نفسه.