بيروت - "الحياة" - باشرت مجلة "الآداب" في عددها الصادر حديثاً 7/8/2002 فتح ملفات الرقابة في العالم العربي وأولها ملفّ الرقابة في سورية، وهو من اعداد الكاتب محمد جمال باروت وتقديمه. وتوزعت مواضيعه والمقالات وفق ما تقتضي معالجة قضية الرقابة في سورية. الرقابة في سورية الاعداد والتقديم محمد جمال باروت، الصحافة والرقابة في سورية حسان عباس، الرقابة السورية على السينما والدراما التلفزيونية فاضل الكواكبي، من المحرمات الثلاثة الى المحرمات الأربعة: بو علي ياسين تحت الأنظار خضر الآغا، حوار مع انطوان مقدسي عن الرقابة أجراه: خضر الآغا، اسمار رقابة العرب نبيل سليمان، قصة اتلاف كتابي منذر مصري، تجربتي مع الرقابة نهاد سيريس، تكتبون ما تريدون: وننشر ما نريد! ميشيل كيلو، قصة رواية محمد كامل الخطيب، الكتابة بقلم حبر ناشف فيصل خرتش، وجهة نظر في رقابة الكتّاب على الكتاب فواز حداد، لماذا رفضوا ان تقص فطمة حكايتها؟ منهل السراج، من يصنع الوحش فينا؟ خيري الذهبي، في الرقابة المحلية عمر التنجي، حكاية رقابة مزدوجة في الدار الخاصة والمؤسسة الثقافية بهيجة مصري أدلبي، تريد ان تمنع الكاتب أم تعدمه؟ عادل محمود، أكتب من دون رقيب في رأسك، ودعهم يمزقوا لقمان ديركي، فصل في تمجيد الرقابة محمد أبو معتوق، أضع في الأدراج! نيروز مالك، مقاطع من رواية "حالة شغف" لنهاد سيريس، فصل من رواية "المد" لمنهل السراج، فصل من رواية "الجد والحفيد" لنيروز مالك، مقاطع من قصة "كرنفال البطاطا" لمحمد أبو معتوق. أما الملف الثاني الذي ضمه العدد الجديد فهو عن "الدولة الديموقراطية العلمانية في فلسطين التاريخية: هويتها، واقعيتها، أخلاقيتها"، التقديم والاعداد: سماح ادريس وعمر البرغوثي، العودة هي أساس أي حل سلمان أبو ستة، "المشكلة العربية" في فلسطين التاريخية: بين الطوبى العلمانية والامكانية المسدودة محمد جمال باروت، الواقعي والمتخيل في "الدولة الديموقراطية العلمانية" فيصل دراج، التطور التاريخي لفكرتي الدولة الديموقراطية العلمانية، والدولة الثنائية القومية ماهر الشريف، دولة ديموقراطية علمانية في فلسطين التاريخية: فكرة آن أوانها؟ غادة الكرمي، بين جوهر اسرائيل وتجزيئية الحلول أمير مخول، الدولة الثنائية القومية واعادة توحيد الشعب الفلسطيني جوزيف مسعد، الطاقة الكبرى محمد نفّاع. وكتب افتتاحية العدد الناقد سماح ادريس تحت عنوان "عزيزي السيد الرقيب" وهنا نصّها الكامل: "صباح الفلّ: هذا العدد بين يديك. لا تبدأ بقراءته. الجو حار؟ أدرِ المروحة. اطلب فنجان قهوة على ذوقك. أشعل سيجارة. ابتسم. لا أحد يريد الشرّ بك. محسوبك مواطن عربي من لبنان. يؤمن - مثلك - بالوحدة، وبالحرية، وبالاشتراكية. لا ينتمي، والحمد لله، لا إلى "قرنة شهوان" ولا الى "التيار الوطني الحر" ولا الى "القوات اللبنانية" ولا الى المؤتمر الماروني العالمي. عائلته كلها عاشت كل حياتها أو جزءاً منها في سورية: الكواكبي، وعبدالقادر، والحكيم جورج، وهاني، وحنّا، وفيصل، ونبيل، وجمال... أمامك 75 صفحة تتحدث بأقلام نخبة من أبناء بلدك/بلدي: سورية. أعرف ان سورية تتعرض اليوم للانتقادات الأميركية والاسرائيلية، بسبب موقفها القومي من حزب الله وعلاقاتها مع العراق. ومعاذ الله أن نريد بملفنا هذا، أنا أو جمال، إلا تعزيز قوتها التي لا يمكن ان تكون - في رأينا - بغير الحرية والإصلاح. خذ مجة ثانية، ورشفة ثانية، واسمعني يا عزيزي. نحن مجلة مستقلة، وخاسرة، ونصرخ منذ عامين، ولا من يُجيب. العدد الماضي أتلف في أحد البلدان أتعرف أي بلد؟. كان فيه ملف عن التظاهرات العربية انتصاراً لشعب فلسطين. سمحوا بالتظاهرات، التي تعكس حيوية الشعب المتظاهر وعروبته النابضة، ولكنهم منعوا العدد، ورموا بخمسمئة نسخة يا غافل، إلك الله! جمعنا ثمنها دولاراً دولاراً، لو تعلم. والعدد الذي قبله أتلفوه في بلد آخر، ورموا بخمسمئة نسخة أخرى. مع انه لا يذكر هذا البلد بكلمة لا من قريب ولا من بعيد. وفاطمة البصارة، حين سألتها عن السبب، سكتت برهة ثم قالت: "والله، يا ابني، بطلت إفهم شي من شي!". فماذا ستفعل بهذا العدد؟ هل ترمي بنخبة سورية في سلة المهملات؟ أم تقوي قلبك، وتقرر أن السماح بإدخال هذا العدد يثبت - للقاصي قبل الداني - أن سورية من سعة الصدر حيث تحضن جميع أبنائها؟ أخيراً، هذه الرسالة المفتوحة أوجهها أيضاً الى زملائك الرقباء في الأقطار العربية الأخرى. ذلك لأن ملف الرقابة في سورية ليس إلا جزءاً من ملف أشمل، ومن عمل توثيقي أكبر، لحساب المجلة ولموقعها الجديد على شبكة الانترنت. إنه عمل لا يهدف الى التشهير، يا عزيزي، بل الى المزيد من الحرية".