اجمع خبراء ومحللون متابعون للشأن الأفغاني على أن تحالف الشمال الطاجيكي خرج مهزوماً من اجتماعات مجلس الاعيان التقليدي لويه جركه حيث نجح الرئيس حميد كارزاي البشتوني حتى الآن في تسويق دعوته إلى نظام رئاسي قوي، ما يحد من صلاحيات الأحزاب والمليشيات. ولا يستبعد مراقبون أن تكون عضو ال"لويه جركه" مالاي جويا اقدمت على مهاجمة أحزاب المجاهدين بتحريض من كارزاي لإضعاف الموقف الأخلاقي لتلك الأحزاب التي يعتبر تحالف الشمال ابرز الفصائل الباقية منها على الساحة السياسية، بعدما اصبحت الفصائل الاخرى خارج المعادلة، اما لتصنيفها "ارهابية"، او لتحولها احزاباً طائفية ضيقة محسوبة على اطراف اقليمية خارجية في غالبية الاحيان. ومع افتتاح ال"لويه جركه" بمشاركة 500 مندوب من بينهم 100 سيدة الأحد الماضي، كانت الانتقادات الموجهة الى كارزاي قوية، على أساس أن "تكديس" الصلاحيات بين يديه سيحول أفغانستان إلى دولة ديكتاتورية، ما عارضه آخرون على أساس أن أفغانستان تملك تركيبة حزبية تؤهلها ان تكون نظاماً برلمانياً. وحظي الرئيس الأفغاني في خطته بدعم الولاياتالمتحدة التي رأى مراقبون أنها تحولت عن استراتيجيتها في دعم تحالف الشمال، إلى دعم الملكيين الأفغان وذلك في إشارة إلى أنصار الملك السابق. ولعل الولاياتالمتحدة ارادت بدعم كارزاي ترضية الغالبية البشتونية المهمشة، على امل النيل من شعبية حركة "طالبان" في المناطق الجنوبية التي تشهد مقاومة مستمرة ضد الأميركيين. توسع "ايساف" الى ذلك أ ف ب، اعلن حلف شمال الاطلسي في مقره في بروكسيل امس، انه سيوسع مهمة القوة الدولية للمساعدة في احلال الامن في افغانستان ايساف الى خارج حدود كابول، اعتباراً من آخر الشهر الجاري، لتشمل مجموعات اعادة اعمار المناطق مثل تلك التي تقودها المانيا في قندوز شمال. وأفاد الاطلسي في بيان ان "مجلس الحلف على مستوى السفراء سمح للجنرال جيمس جونز القائد الاعلى للقوات الحليفة ببدء توسيع مهمة ايساف". واضاف انه اعتباراً من نهاية الشهر، ستكون مجموعة اعادة الاعمار في قندوز ضمن سلم قيادة "ايساف"، موضحاً ان "مجموعة اعادة الاعمار في قندوز هي مشروع رائد بغية مواصلة توسيع مهمة ايساف". وشدد الحلف على ان هذا "القرار هو المرحلة الاولى من عملية تدريجية تتماشى مع قرار سابق لمجلس الحلف الاطلسي اختار من خلاله الحلف توسيع مهمة ايساف في شكل مرن لتضم في المستقبل مجموعات اعادة اعمار اخرى".