اعلن الشيخ احمد حمود الخالدي، احد مشايخ التيار التكفيري في السعودية، توبته وتراجعه عن فتاوى التكفير التي شملت خصوصاً رجال الشرطة والامن والتي كان قد شارك فيها الشيخين علي الخضير وناصر الفهد اللذين سبقاه الى التوبة. واكد الخالدي، في مقابلة بثها التلفزيون السعودي ليل امس، خطأ فتاويه السابقة، وقال ان "الانسان عرضة للخطأ، وتبيّن لنا ان بعض الفتاوى مثل فتوى "دفع الصائر" التي تشمل تكفير وقتال رجال الشرطة والامن اجتهاد خاطىء غير مطابق للصواب". واضاف انه "حاسب نفسه بنفسه بعدما عارض العلماء فتواه وسمع بما وقع من احداث التفجيرات في المملكة" وخصوصاً تفجير المحيا الذي "وقع عليه كالصاعقة" قائلاً انه "لا يمكن ان يتصوره احد، وهو امر عصيب ومشين ولا يستحلّه الا الخوارج". واعتبر ان "الاحداث التي حصلت يستدل منها الى ان هناك خطأ واستفدنا منها لمراجعة النفس من دون ان يدفعنا احد الى ذلك او يطلبه منا". وقال الخالدي الذي اعتقله السلطات السعودية مع رفيقيه الخضير والفهد في حزيران يونيو الماضي في اعقاب تفجيرات الرياض، ان "الفتوى كانت عامة ثم توسعت لتشمل رجال المباحث ونحن نتراجع عنها بعد محاسبة النفس. لقد تراجعنا عن الفتوى في اول الايام ولكن لم يتسن لنا التعبير عن ذلك كتابة". وفي ما يتعلق بمن يحملون السلاح ويمارسون الارهاب، قال ان "عليهم ان يتقوا الله، فليس هناك جهاد ولا يوجد اي داع لذلك. يجب ان يعودوا الى رشدهم واذا كانت لديهم اي شبهة فليرجعوا الى اهل العلم"، داعياً العلماء الى "مناصحة هؤلاء وايصال الحق اليهم بأي شكل لأن ذلك ادى الى الصد عن سبيل الله، وهي من المفاسد التي حصلت". ورفض "التكفير بغير موجب وبغير حق" مذكّراً بأنه "من حدود الله ولا يجوز". اما بالنسبة الى الحديث عن اخراج اليهود والنصارى من الجزيرة العربية فأكد ان "هذه الجماعة معصومة، والاجماع يحقن دماءها ولا يمكن ان يقوم به اي انسان وهذه الامور تعود الى ولاة الامر فقط". واضاف انه "لا يجوز قتل الانسان لكافر طالما انه مستأمن، والذين يدخلون بتأشيرات للعمل في البلاد هم من المستأمنين الذين تعصم دماؤهم واموالهم واعراضهم". واعتبر الخالدي الذي كان شارك في فتوى تكفر من يبلّغ عن الارهابيين المطلوبين ان الذين ارتكبوا التفجيرات من "الخوارج المعاصرين نظراً الى ان فكر الخوارج يعتمد على تكفير الجيش والشرطة وتكفير من يعمل عند الكافر ومن لا يكفر الكافر"، ونبه الى "ضرورة الحذر من الكتب التي تحث على هذا المنهج والتي كتبت باسماء مستعارة". اما بالنسبة الى مبدأ التكفير والهجرة فاوضح انه ليس منتشراً في السعودية ومن يلجأ اليه انما يبحث عن الحكم الشرعي والمحاكم الشرعية وهي موجودة في بلادنا ومتوافرة". ودعا الذين يحملون السلاح من المطلوبين للسلطات الى القاء سلاحهم وان يرجعوا الى الله ويرجعوا عن الخطأ الذي وقعوا فيه، خصوصاً ان نتائج اعمالهم كانت ترويع المسلمين وتحجيم الاعمال الخيرية وسفك الدماء".