قالت مصادر سياسية مصرية إن الرئيس حسني مبارك سيلتقي اليوم الأربعاء وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم على هامش أعمال القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي تستمر خلال الفترة من 10 الى 12 كانون الأول ديسمبر الجاري. وأوضحت "وكالة أنباء الشرق الأوسط" أن هذا اللقاء يأتي استجابة لطلب الوزير الإسرائيلي الذي يقوم حاليا بزيارة لجنيف، علماً ان مبارك سيجرى اليوم سلسلة من اللقاءات على هامش أعمال القمة مع عدد من رؤساء الدول والحكومات المشاركة فيها ومن بينهم الرئيس المقدوني ورئيسة وزراء بنغلاديش إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان قبل إلقائه كلمة مصر أمام الجلسة الافتتاحية للقمة. ويعد اللقاء الأول من نوعه بين مسؤول إسرائيلي والرئيس المصري منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية في آذار مارس الماضي. وأوضحت مصادر سياسية مصرية أن اللقاء المنتظر يأتي بعد إرهاصات بتحسن في أجواء العلاقات المصرية - الإسرائيلية، خصوصا بعد زيارة رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان لإسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وكان وزير الخارجية المصري أحمد ماهر عضو الوفد المرافق لمبارك في القمة التقى شالوم في نابولي في اجتماع أوروبي قبل أيام. وأشارت مصادر سياسية مصرية تحدثت الى "الحياة" أن مبارك سيبحث مع الوزير الإسرائيلي في جهود إحياء محادثات السلام على كل المسارات. وأومأت المصادر إلى الاتصال الهاتفي بين مبارك والرئيس الأميركي جورج بوش أخيراً والذي تناول بشكل أساسي إحياء المسارين السوري واللبناني، كما يبحث اللقاء في تفعيل حوار القاهرة بين الفصائل الفلسطينية والذي لم يخرج بنتائج بسبب عدم ثقة الفصائل في الجانب الإسرائيلي. وأكدت المصادر أن مبارك سيطلب من شالوم تذكير حكومته بأهمية تخفيف الضغط على الفلسطينيين والتوقف عن سياسة الاغتيالات والحصار والتوغل، واعتبر السفير السابق في إسرائيل محمد بسيوني الحوار مع الجانب الإسرائيلي على درجة كبيرة من الأهمية حتى نقنعه بأن هناك شريكاً حقيقياً في السلام. وكانت مصر سحبت سفيرها من إسرائيل بسيوني في تشرين الثاني نوفمبر عام 2000 احتجاجاً على حملة القمع التي تشنها اسرائيل على الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في أيلول سبتمبر من ذلك العام. وعما إذا كانت المقابلة إشارة إلى أن مصر ستعيد السفير، قال بسيوني ل"الحياة" انه استدعي لسببين: جميد المسيرة السلمية، والممارسات الإسرائيلية والاستخدام المفرط للقوة ضد الشعب الفلسطيني. وقال إنه إذا زالت الأسباب سيعود السفير فوراً. ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور إبراهيم البحراوي أن اللقاء يأتي في إطار الجهود المصرية لانتشال القضية الفلسطينية من وضع التردي الراهن الذي يقبض فيه اليمين الإسرائيلي على احتمالات عملية التسوية ليخنقها بأشكال متعددة، ويضيف: "في تقديري ان الرؤية المصرية الرسمية الآن تقوم على ضرورة كسر حلقة الجمود في عملية التسوية وإجبار تيار اليمين الإسرائيلي على استئناف خطة خريطة الطريق وتنفيذ مراحلها في إطار فهم القيادة المصرية لمعنى الجمود الذي ينطوي على مخاطر شديدة بالنسبة الى مستقبل الشعب الفلسطيني، سواء في ما يتعلق بعمليات التهام أراضي الضفة عن طريق السور العازل أو عن طريق الحصار الخانق لأبناء الشعب الفلسطيني". وتوجه رئيس الاستخبارات المصرية إلى واشنطن أمس ليبحث مع المسؤولين في واشنطن في ترتيبات زيارة من المنتظر أن يقوم بها مبارك لواشنطن في آذار مارس المقبل، كما يبحث في نتائج حوار الفصائل الفلسطينية في القاهرة بالإضافة إلى بحث استئناف عملية السلام على المسارين السوري واللبناني. من جهة اخرى، اعتبرت محافل سياسية اسرائيلية ان لقاء شالوم مع الرئيس المصري "دليل على تحسن العلاقات بين القاهرة وتل ابيب"، وقالت ان شالوم سيطالب بإعادة العلاقات الى مجراها عبر تعيين سفير مصري جديد في تل ابيب خلفاً للسفير بسيوني. وابرزت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان اللقاء هو الاول من نوعه منذ تشكيل حكومة شارون قبل عشرة شهور. ويلتقي شالوم في جولته الاوروبية وزراء خارجية فلسطين والنروج وايطاليا وفرنسا ويتوقع ان يلتقي البابا يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان.