يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك كلاً من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في مدينة الاسكندرية قبل توجههما الى واشنطن لحضور القمة الثلاثية الفلسطينية - الاسرائيلية - الاميركية الثلثاء المقبل التي دعا اليها الرئيس الاميركي بيل كلينتون. راجع ص 3. وطلبت الإدارة الأميركية من المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين المحافظة على سرية المفاوضات وعدم تسريب المعلومات مخافة تكرار ما حصل في مفاوضات شيبردزتاون بين سورية واسرائيل. وأكدت مصادر ديبلوماسية معنية بالمفاوضات ان الإدارة الأميركية تمنت على الطرفين التزام عدم تسريب المعلومات حفاظاً على سير المفاوضات. وأكدت المصادر ان هذا الترتيب يبقى رهن التزام الطرف الآخر. وتوقعت المصادر ان يكون هناك تعتيم اعلامي في الأيام الأولى للقمة. ويصل الى واشنطن رئيس الوفد المفاوض شلومو بن عامي اليوم ويبدأ اتصالاته غداً الأحد. ومن المتوقع ان يصل باراك بعد غد الاثنين. وحتى مساء أمس لم يعلن عن ترتيبات التعاطي مع الاعلام، ولا يزال مسؤولو الخارجية والبيت الأبيض يدرسون المكان الذي سيقام فيه مركز خاص للاعلاميين بعيداً عن مكان اجراء المفاوضات في كامب ديفيد. وصرح وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى بأن مبارك سيستقبل عرفات الاحد، معبراً عن امله في "أن توفق قمة كامب ديفيد في التوصل الى اتفاق عادل يحقق ما يتطلع اليه الجميع من حل للقضية الفلسطينية حلاً عادلاً". وقال ان "القمة تنعقد في ظروف مهمة وفي وقت دقيق"، مشيراً الى ان القاهرة "تتابع الموقف متمنية ان تحقق هذه القمة ما لم تتمكن وفود التفاوض الفلسطينية - الاسرائيلية من التوصل اليه". واعرب موسى عن الامل في ان تنتهي هذه القمة "الى تحقيق سلام الشجعان الذي طالما تحدثنا عنه وآمنا به". وكان وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث وصل الى القاهرة مساء أول من أمس حاملاً رسالة من عرفات لمبارك. كما يستقبل مبارك بعد غد الاثنين باراك في الاسكندرية قبل ان يتوجه الاخير ايضاً الى الولاياتالمتحدة للمشاركة في القمة الثلاثية. وصرح سفير مصر في اسرائيل محمد بسيوني بأن توجه باراك الى مصر للقاء مبارك قبل القمة الثلاثية يأتي "تقديراً للدور المركزي لمصر ولمبارك" في صنع السلام. ويتوجه رئيس الوزراء الاسرائيلي الى واشنطن بعدما هدد حزب شاس الديني ثاني اكبر حزب مشارك في ائتلاف حكومة باراك امس بالانسحاب من الحكومة اذا لم يعلن الاخير "الخطوط الحمر" التي لن يتجاوزها في اطار مفاوضاته مع الفلسطينيين. وقدرت أوساط سياسية اسرائيلية ان ينفذ شاس تهديداته اذا لم يطلع باراك قادة الحزب على "خطوطه الحمر" قبل سفره. وبذلك ينضم شاس الى حزبي مفدال ويسرائيل بعليا اللذين اعلنا نيتهما الانسحاب بسبب مشاركة باراك في قمة كامب ديفيد . ومع اقتراب موعد اللقاء، كثفت اسرائيل من تسريباتها حول مواقفها التفاوضية و"التنازلات" التي يستعد باراك لتقديمها "مقابل تنازلات فلسطينية مماثلة" للخروج باتفاق يعلن فيه الطرفان إنهاء الصراع بينهما. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مسؤولين اسرائيليين مشاركين في المفاوضات مع الفلسطينيين قولهما ان باراك على استعداد لتقديم "تنازلات" في قضيتين، الاولى الموافقة على"وجود موسع للفلسطينيين في القدسالشرقية بحيث يتم تعديل منطقة السلطة البلدية للمدينة بشكل يسمح للفلسطينيين بإدارة شؤونهم المدنية في القرى والضواحي العربية الخالصة في المدينة المقدسة. واشارت المصادر ذاتها ان هذا سيشمل نقل الصلاحيات المدنية في بيت حنينا وشعفاط الى السلطة الفلسطينية. أما "التنازل" الثاني فيتعلق باللاجئين الفلسطينيين، وقيل في هذا الخصوص ان باراك سيعلن استعداده لإعادة "آلاف اللاجئين الفلسطينيين" في اطار "جمع شمل العائلات". واضافت المصادر ذاتها ان باراك "قد يتنازل عن غور الاردن شرط ان يكون لاسرائيل نفوذ عسكري فيه لم تحدد مدته الزمنية بعد". لكن حاييم رامون، الوزير في مكتب باراك لشؤون القدس، أعلن ان قضية القدس لن تحل في قمة كامب ديفيد، ودعا الى إرجاء البحث فيها "سنوات عدة".، وقال: "لا يمكننا التنازل عن القدس موحدة وعاصمة لاسرائيل".