يتوجه الرئيس المصري حسني مبارك اليوم إلى الأردن في زيارة تستغرق ساعات عدة يجري خلالها محادثات مع الملك عبد الله الثاني تتعلق بآخر تطورات الأوضاع في المنطقة على كل الصعد. ويستقبل مبارك في القاهرة غداً الاربعاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وأوضحت مصادر سياسية مصرية أن مبارك يستأنف بزيارته اليوم للأردن جولة عربية واسعة كان بدأها في منتصف كانون الثاني يناير الماضي بزيارة سورية ثم السعودية وسلطنة عمان وتونس والكويت بخلاف محادثاته المتعددة مع عرفات في مصر. وكان مبارك اتصل هاتفياً بالعاهل الأردني مرتين متتاليتين يومي 13 و15 شباط فبراير الجاري، وإن ارتبط الاتصالان بشكل مباشر بترشيح مصر وزير خارجيتها السيد عمرو موسى لمنصب الأمين العام للجامعة العربية خلفاً للأمين الحالي الدكتور عصمت عبد المجيد. وتأتي المحادثات المصرية - الاردنية اليوم قبل شهر من قمة عمان العربية الدورية الأولى 26 آذار - مارس، وفي اطار الاستعدادات المكثفة لها بوصف مبارك رئيس القمة الحالية وعبد الله الثاني رئيس القمة المقبلة. وكانت مصر أودعت أمس لدى الجامعة وثيقة التصديق على الملحق الخاص بالانعقاد الدوري السنوي للقمة. وأشارت المصادر السياسية الى أن مبارك والعاهل الاردني سيناقشان في لقائهما جدول اعمال القمة والمصالحة العربية بما في ذلك الملف العراقي، كما سيتداولان في نتائج زيارة وزير الخارجية الاميركي كولين باول للمنطقة واحتمالات التصعيد الإسرائيلي المرتقب عقب تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة ارييل شارون. الى ذلك، نفت مصادر سياسية مصرية مطلعة ل"الحياة" أي تخفيض في مستوى العلاقات مع إسرائيل في الوقت الحالي، وقالت إن ما يتردد حول هذه المسألة ليس له أي اساس من الصحة حتى الآن. ويذكر أن مصر استدعت سفيرها في إسرائيل السيد محمد بسيوني في 21 تشرين الثاني نوفمبر الماضي للتشاور احتجاجاً على الاعتداءات المستمرة ضد الفلسطينيين، وأبقت على القائم بالأعمال السيد ايهاب الشريف وطاقم من 27 ديبلوماسياً وادارياً فقط. وكانت وزارة الخارجية الاسرائيلية اعربت امس عن قلقها من نيات مصرية "لخفض مستوى العلاقات الرسمية بين الطرفين". ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الاسرائيلية لم يذكر اسمه ان القاهرة "تؤخر وصول سفيرها الجديد الى تل ابيب ومنعت موفدها من الوصول الى مقر السفارة المصرية في تل ابيب". من جهة اخرى، دعا المجلس المصري للشؤون الخارجية تجمع أهلي من ذوي الاختصاص الى عقد اجتماع لخبراء فنيين من الدول العربية المحيطة بإسرائيل للبحث في المخاطر الناجمة عن كهولة مفاعل ديمونة الإسرائيلي وما ذُكر عن تسرب نووي منه.