عادت قضية حرية الإبداع والنشر إلى واجهة الأحداث في مصر إثر فتوى أصدرها الازهر بمصادرة كتاب "وصايا في عشق النساء" للشاعر احمد الشهاوي بعدما كانت وزارة الثقافة وهيئة الكتاب اشادتا بالكتاب وامتدحتا مؤلفه، ولم يصدر أي رد فعل رسمي من جانب الوزارة التي باغتها موقف "مجمع البحوث الاسلامية" الذي دان الكتاب وحرم ترويجه فيما شن الشهاوي هجوماً عنيفاً ضد من سماهم "متطرفين من المفروض ان يحاربوا التطرف فرسخوه"، معتبراً أن الموقف من كتابه "لا يختلف عن المواقف التي تبنتها جماعات اصولية راديكالية في السنوات الماضية ضد كتاب وشعراء وأدباء". وقال الشهاوي ل "الحياة" "لا اعتقد أن أعضاء المجمع الثمانية والعشرين قرأوا الكتاب وانما ثلاثة أو أربعة منهم فقط وهؤلاء معروفون بآرائهم المتشددة وسبق ان كفّروا زملاء لهم من علماء الازهر"، معتبراً أن الازهر اهدر دمه بفتواه الاخيرة. واضاف: "لم ننس أن فتوى الازهر عام 1959 ضد نجيب محفوظ نفذت العام 1994 على أيدي واحد من المتطرفين حاول ذبحه"، ووصف الفتوى الجديدة بأنها "ترسخ الارهاب وتثبت فكر المصادرة"، موضحاً أن كل النسخ التي طبعت من الكتاب بيعت بالفعل، وقال: "لن يجدوا نسخة واحدة ليصادروها لكني سأطبع منه وسأروجه وسأهدي من اصدروا الفتوى بياناً يوضح موقفي وموقف شعراء الإسلام". وفي المقابل قال عضو المجمع الشيخ صابر ثعلب إن المجمع اعتبر أن الكتاب "يحتوي على وصايا كلها موجهة للمرأة ومكتوبة في العشق توصيها بالذوبان في العشق من دون اي تحفظ، وان تسلم نفسها وجسدها ولا تستحي من أي فعل يخطر لها"، وأضاف ان "في الكتاب تمجيد للذة الجسدية بين المعشوقة وعاشقها مع استعمال عبارات من القرآن الكريم يسوق فيها الآيات في غير موضعها ويستخدم الاحاديث النبوية في غير معناها، وعليه فقد رأينا منع نشر الكتاب وتداوله".