كان امس دور العراقيين المتعاونين مع قوات التحالف في تلقي الضربات بعد مقتل 18 اميركياً يوم الاحد. اذ اغتال مسلحون رئيس بلدية الكرخ في بغداد ورئيس محكمة النجف في الجنوب، ونجا رئيس بلدية المدينة نفسها من محاولة لاغتياله، فيما احبطت عملية تفجير كبيرة في كركوك كانت تستهدف خطاً لانابيب النفط. وقال الرئيس الاميركي جورج بوش امس، في اول تعليق له منذ مقتل الجنود في حادث اسقاط المروحية ان الولاياتالمتحدة "لن تهرب ابداً" ولن تتخلى عن مهمتها في العراق. واكد في خطاب في ولاية الاباما ان "المهمة في العراق حيوية، والاعداء في العراق يعتقدون ان اميركا ستهرب، ولذا فهم على استعداد لقتل مدنيين ابرياء وموظفي اغاثة وجنود التحالف. اميركا لن تهرب ابداً". واضاف ان "قيام عراق حر ومسالم امر اساسي لأمن الولاياتالمتحدة". من جهته قال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان "من المهم ان نبقى متأهبين وان نلاحق البعثيين والارهابيين الاجانب في العراق وأن نلاحق ايضاً المجرمين الذين اطلقهم صدام قبل سقوطه". واضاف ان "العراقيين يساندون بشكل مكثف قوات التحالف الموجودة في العراق لانهاء مهمتها ... وكما قال الرئيس سنبقى حتى انتهاء المهمة من دون اي يوم اضافي". وقال ناطق باسم التحالف الاميركي - البريطاني ان رئيس بلدية الكرخ مصطفى زيدان الخليفة قتل ليل الاحد فيما كان يسير قرب منزله في شارع حيفا في وسط بغداد بعدما اطلق مسلحان النار عليه. وقتل مجهولون امس موحان جبر الشويلي، رئيس محكمة النجف ورئيس اللجان الخاصة بمحاكمة البعثيين، بعدما خطفوه مع المدعي العام عارف عزيز الذي اطلقوا سراحه لاحقاً. ونجا رئيس بلدية المدينة الشيخ خالد النعماني من محاولة اغتيال قام بها ثلاثة مسلحين هاجموا منزله لكن حراسه صدّوهم واعتقلوا اثنين منهم. وفي كركوك اعلنت الشرطة العراقية والقوات الاميركية افشال عملية تفجير استهدفت انبوب نفط بعدما انفجر قسم من العبوات الناسفة وتم تفكيك القسم الآخر. وقال مسؤولون انه أمكن انقاذ المدينة من كارثة بيئية لو احترق النفط المتسرب من الانبوب. وقتل ستة مدنيين عراقيين برصاص القوات الاميركية في بلدة بلد الشمالية عندما فتح الجنود النار على شاحنة اشتبهوا في انها تقل مسلحين. وقال سكان ان ركاب الشاحنة كانوا عائدين من الصلاة. كذلك قتل عراقيان واصيب ستة بجروح في سقوط ثلاث قذائف على منطقة سكنية في كركوك. وفي الفلوجة قتل امس طفل عراقي في الحادية عشرة من العمر وسط تبادل لاطلاق النار بين جنود اميركيين ومقاومين. وشنت القوات الاميركية حملة دهم واسعة في المدينة واعتقلت عشرة عراقيين بينهم ثلاثة من ضباط الجيش العراقي السابق. وفي بعقوبة شمال شرقي بغداد قال سكان ان عراقيا قتل وأصيب سبعة عندما انفجرت قنبلة مزروعة على الطريق قرب حافلتهم بعد مرور قافلة تقل أعضاء من قوات الدفاع المدني العراقي. وفي البصرة حاول قرابة 200 من رجال الشرطة العراقية اقتحام مقر القوات البريطانية بعدما قررت ادارة الاحتلال خفض رواتبهم من 160 دولاراً الى 60 فقط، فاشتبكوا مع حراس الامن واضرموا النار في اطارات السيارات ورشقوا حراس المبنى بالحجارة والقطع المعدنية. ووصل 18 جندياً اميركياً من الذين اصيبوا في حادث اسقاط المروحية العسكرية امس الى قاعدة رامشتاين الجوية الاميركية في المانيا. وقالت متحدثة باسم الجيش الاميركي في بغداد ان بعض المصابين سيعالجون في مستشفى لاندشتول قرب القاعدة. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين اميركيين قولهم ان طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي السابق ابلغ المحققين الاميركيين ان صدام كان مقتنعاً بأن في امكانه تجنب الحرب لأن وسطاء فرنسيين وروساً طمأنوه الى انهم سيعطلون قرار الحرب في الاممالمتحدة. وقال عزيز ان صدام كان واثقاً جداً من نفسه حتى أنه رفض اصدار امر برد عسكري فوري عندما سمع ان القوات البرية الاميركية تتدفق على العراق معتقداً ان هذا العبور للحدود مجرد خدعة.