سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقتل عنصرين من "جيش المهدي" وجنديين أميركيين والقابنجي يحدد اليوم بدء "اجتثاث البعثيين". تحذير للأميركيين من دخول مدينة الصدر و"علماء المسلمين" يهددون بمقاومة تركيا
بدا "جيش المهدي" الذي أسسه الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر في حال استنفار أمس، وانتشر مسلحوه في مدينة الصدر، غرب بغداد، بعد مقتل اثنين من عناصره برصاص الأميركيين الذين انتقموا لمقتل جنديين واصابة أربعة منهم، وأعلن أحد الأئمة من جماعة الصدر المدينة "محرمة على الأميركيين"، واتهمهم بزرع الفتنة في أوساط الطائفة، "بعدما فشلوا في زرعها بين الشيعة والسنة". في غضون ذلك أعلن إمام النجف صدر الدين القبانجي بدء حملة لاجتثاث البعثيين، وحذر "اتحاد علماء المسلمين" في شمال العراقتركيا من التورط مع الأميركيين، وجاء في بيان أصدره الاتحاد ان "علماء الدين سيقفون مع الأكراد ضد تدخل أنقرة في شؤونهم وسيقاومون معهم". وذكرت وكالة "فارنس برس" ان حريقا هائلا اندلع مساء في قسم من انبوب النفط بين كركوك ومصفاة بيجي في الشمال. ونقلت عن المدير العام لشركة نفط الشمال ان اثنين من العاملين في الشركة قتلا واربعة آخرين جرحوا بانفجار عبوة في سيارة الباص التي كانت تقلهم قرب كركوك. في الولاياتالمتحدة دافع ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي عن الحرب على العراق، ووصفها بأنها "خطوة شجاعة"، لكنه لم يستطع تقديم دليل على وجود أسلحة الدمار الشامل لدى النظام العراقي السابق، وكان وعد بتقديم أدلة مقنعة على ذلك. ونفى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان علمه بعدول الولاياتالمتحدة عن مشروع قرارها الذي قدمته الى الأممالمتحدة وقال انه شخصياً ومندوبي الدول في مجلس الأمن مستمرون في مناقشات مكثفة للخروج بصيغة جيدة للمشروع. ودعا الإمام الشيعي عبدالهادي الدراجي خلال صلاة الجمعة أمس وتأبين العنصرين من "جيش المهدي" الى عدم دخول مدينة الصدر، وقال ان أميركا عجزت عن تحقيق "مرادها في خلق فتنة بين السنة والشيعة فعهدت الى زرع فتنة ومواجهة داخل الطرف السني وبدأت هجومها عليه وها هي اليوم تصعد الموقف ضد الجانب الشيعي وتحاول الصاق التهم به". وأضاف: "انها تحاول ان تلصق تهمة تفجير مركز شرطة جميلة الذي وقع أول من أمس بالشيعة مع ان السيارة التي فجرت المركز كان مكتوباً عليها "أمانة سر القطر" ما يعني انها كانت عائدة الى فلول نظام صدام". واتهم الدراجي القوات الأميركية ب"الاعتداء على معلم آخر من معالم الاسلام من خلال الاعتداء على مكتب الصدر بحجة احتوائه أسلحة، الأمر الذي أدى الى استياء الناس". وزاد: "انها عادت في الليل للمرة الثالثة واطلقت النار على مكتب الصدر ما أدى الى استشهاد اثنين وجرح ثلاثة آخرين أمام مرأى ومسمع من الجميع". وتساءل: "ما معنى دخول القوات الأميركية في الساعة التاسعة مساء الى المدينة والبدء باطلاق عيارات نارية على مكتب الصدر؟ اذا كان هذا يدل على شيء فإنه يدل على دعم الأميركيين للحالات الارهابية". واتهم الدراجي القوات الأميركية بمنع الشيعة من التوجه الى كربلاء لإحياء مراسم دينية، وقال ان "ما يفعلونه يشبه ما كان يفعله صدام المجرم". ودعا المصلين الى "التوجه فوراً وسيراً على الأقدام الى كربلاء لأن هذا سيكون أكبر دليل على افشال خططهم وعدم قدرتهم على مواجهة الجمع المؤمن". وكان الجيش الأميركي أعلن ان جنديين اميركيين قتلا وأصيب أربعة عندما وقعت دوريتهم في كمين نصب لها في مدينة الصدر. وقالت ناطقة عسكرية ان كميناً نصب لجنود من الفرقة المدرعة الأولى ليل الخميس خلال دورية حراسة في شوارع مدينة الصدر. وأصيب أمس جندي اميركي عندما تعرضت عربته المتوقفة أمام بنك في غرب بغداد لقذيفة صاروخية. وفي بعقوبة، أصيب أربعة من رجال الشرطة العراقية في هجوم بقنبلة يدوية ليل الخميس الجمعة قرب بعقوبة، واعتقلت القوات الأميركية 15 شخصاً في المدينة التي تبعد ستين كيلومتراً شمال شرقي بغداد. في أربيل، حذر اتحاد علماء المسلمين في كردستان وهو يضم في عضويته أئمة وخطباء المساجد في شمال العراق من العواقب الوخيمة لدخول الجيش التركي الى العراق. وندد بيان صدر عن الاتحاد بقرار أنقرة ارسال قوات من جيشها الى العراق ووصفه بأنه "خاطئ وبعيد عن الأعراف الاسلامية والانسانية وانه تجاوز على سيادة العراق واحتلال لأرضه". واضاف البيان ان تركيا بقرارها هذا "تضرب عرض الحائط مبادئ وحقوق الجوار التي ينادي بها الدين الاسلامي". وحذر البيان من اصرار انقرة على ارسال جيشها الى العراق اذ "سيقف الآلاف من رجال الدين الاسلامي من الأكراد مع شعبهم ضد هذا التدخل، وكفاكم خلقاً للمشاكل للعراق ولجنودكم". الى ذلك، قال الشيخ عمر سويري امام وخطيب جامع الصواف في اربيل، أكبر جوامع المدينة، في خطبة الجمعة امس "لن نرضى ونحن نستنكر مجيء أي قوات عسكرية من دول الجوار الى العراق خصوصاً من تركيا". واضاف: "نعتبر مجيء تلك القوات عملاً استفزازياً ضد شعبنا وحريته، لذا سنقاومه، والدين الاسلامي الحنيف يفرض على المسلم ان يجاهد ويدافع عن وطنه". في كربلاء أوقفت الشرطة العراقية امس سيارة محملة مواد متفجرة كانت في طريقها الى المدينة. وقال نصر خضير الشرهاني عضو المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه أحمد الجلبي "تم اليوم ضبط سيارة سوبر بيضاء يابانية الصنع موديل 1982 عند احدى نقاط التفتيش التي وضعتها الاحزاب الوطنية بالتعاون مع الشرطة العراقية في ناحية الحسينية وعثر فيها على مواد متفجرة". وأضاف ان "الذين كانوا يستقلون السيارة تم القاء القبض عليهم وارسالهم الى الجهات الأمنية المختصة". في واشنطن، واصلت الادارة الاميركية أمس حملتها المضادة على المشككين بخططها لإدارة العراق بعد الحرب ومعارضي الغزو، فألقى تشيني خطاباً في "مؤسسة التراث" قال فيه: "لا يمكن ان نقبل بالخطر الكبير الذي كان يمثله صدام حسين وحلفاؤه بتحويل اسلحة الدمار الشامل ضدنا أو ضد حلفائنا وأصدقائنا". لكنه لم يستطع تقديم أي دليل على امتلاك النظام العراقي السابق هذه الأسلحة. وقال: "تذكروا ما حصل في صبيحة 11 ايلول سبتمبر لتعرفوا طبيعة الأعداء ...، يجب ان نفعل كل ما نستطيع لمنع الارهابيين من الحصول على أسلحة الدمار الشامل".