علقت "حركة تحرير السودان" المعارضة في غرب البلاد محادثاتها مع الحكومة والتي بدأت قبل اسبوع في مدينة أبشي التشادية، احتجاجاً على قصف سلاح الجو مواقع لها، وقدمت شكوى الى الوسيط التشادي. واتهمت ميليشيا متحالفة مع الحكومة بحرق 69 قرية وقتل 17 مواطناً وتشريد 12 ألفاً خلال يومين. ورفضت الخرطوم طلباً من الاتحاد الافريقي للتوسط من أجل حل أزمة دارفور. اتهم عثمان البشري نائب رئيس وفد "حركة تحرير السودان" الى محادثات مع حكومة الخرطوم من أجل اتفاق سلام في ولايات دارفور غرب البلاد القوات الحكومية بشن غارات جوية أول من أمس على مواقع "الحركة" في منطقة عد الخير 30 كيلومتراً جنوب كرنوي في ولاية شمال دارفور المتاخمة للحدود مع ليبيا وتشاد. واعتبرت هذه الغارات بداية حرب ومعارك. وقال البشري الذي تفاوض حركته في مدينة ابشي التشادية اتفاق سلام لانهاء المواجهات في دارفور: "قيادتنا في الميدان ستتخذ ما تراه مناسباً في الوقت المناسب". وأعلن ان وفد حركته المفاوض علق محادثات اقترحها الوسيط التشادي لمناقشة مطالبها الأربعة، وهي ايجاد رقابة دولية وحماية المدنيين وتمرير الاغاثة الى مناطق سيطرتها ونزع أسلحة الميليشيا المتحالفة مع الحكومة. وأكد البشري ان وفد حركته لن يغادر ابشي "ولن يوصد باب الحوار على رغم خرق الحكومة اتفاق الهدنة" الموقع بين الطرفين منذ شهرين. وذكر الناطق باسم "الحركة" حسن ابراهيم ان الأمين العام للاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري وصل الى ابشي، واقترح عقد لقاء للوفدين، لكن الوفد الحكومي رفض ذلك بحجة عدم الرغبة في تدويل المشكلة. لكن الناطق باسم الجيش الفريق محمد بشير سليمان نفى قصف الجيش مناطق تسيطر عليها "الحركة". وقال ان الجيش لاحظ "تحركات مريبة" لمجموعات مسلحة تابعة ل"حركة العدل والمساواة" المعارضة في منطقة اورشو شمال ابوقرمة، وهي منطقة لا يشملها اتفاق وقف النار مع "جيش تحرير السودان" الجناح العسكري ل"الحركة"، موضحاً ان الجيش نجح في حسم التحركات عسكرياً عبر ضربة جوية. ونفى سليمان ان تكون الحكومة خرقت اتفاق الهدنة، مؤكداً ان "حركة العدل والمساواة" لم توقع على الاتفاق وليست جزءاً منه. واعترف ان المحادثات الجارية منذ اسبوع في تشاد، لكنها متحركة وتوقع ان تحرز تقدماً خلال اليومين المقبلين. وعلم ان الخرطوم قررت تعزيز وفدها المفاوض بكوادر أمينة وسياسية لتجاوز العقبات التي تواجهها محادثات ابشي. وتتهم دوائر رسمية حزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الدكتور حسن الترابي بتحريض "متمردي دارفور" على المطالبة برقابة دولية. الى ذلك، أعلن مسؤول برلماني ان ميليشيا عسكرية هاجمت الخميس والجمعة مناطق شمال كاس في ولاية جنوب دارفور قرب حدود افريقيا الوسطى، واحرقت 69 قرية مما أدى الى مقتل 17 مواطناً واصابة 7 آخرين وتشريد 12 ألفاً.