سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شددا على احياء عملية السلام في الشرق الاوسط لأنه "لا يمكن ترك الاوضاع تتدهور هناك" وطالبا دمشق بخطوات . شيراك وبلير لا يدعمان "محاسبة سورية" ويختلفان على خطة نقل السلطة في العراق
لم تتوصل القمة البريطانية الفرنسية، التي انعقدت امس بين الرئيس جاك شيراك ورئيس الوزراء توني بلير، الى تفاهم بشأن العراق بعدما كان ذلك سبباً في تدهور علاقات باريس مع واشنطن، واستطراداً مع لندن، الى ادنى مستوى خلال الفترة الماضية. لكن اعلان الطرفين خلافهما بشأن العراق لم يحل دون تصميمهما على مواصلة الحوار، خصوصاً ان قضايا ثنائية واوروبية عدة تتطلب تفاهمات بينهما. وفي ما يتعلق بسورية، أظهرت القمة امس وجود مواقف فرنسية وبريطانية متقاربة لا تنسجم مع "المحاسبة الاميركية" لها. وقال الرئيس شيراك: "ان سياسة تسليم العراقيين السلطة من جانب الولاياتالمتحدة هي خطوة في الاتجاه الصحيح". لكنه اضاف: "لأكن صريحاً وواضحاً اعتقد ان طول المدة لتسليم الحكم لا توحي إلي بأنها سياسة متكاملة، كما ان دور الاممالمتحدة غير محدد بشكل واضح". واكد رئيس الوزراء البريطاني من جهته الخلافات، وقال ان هناك تفاهماً بشأن العديد من القضايا باستثناء واحدة او اثنتين. وأثنى الرئيس شيراك على الجهود التي يبذلها بلير من اجل احياء عملية السلام في الشرق الاوسط من خلال طرح مبادرات اتفق على ان تكون من ضمن الطروحات التي تقدمها اللجنة الرباعية، لأنه على حد قول شيراك "لا يمكن ترك الاوضاع تتدهور هناك". ورداً على سؤال ل"الحياة" عما اذا كانت قضية محاسبة سورية وعملية السلام في الشرق الاوسط بحثتا امس أو في قمة بوش - بلير خلال الاسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء البريطاني: "ان موضوع سورية تمت مناقشته مع الرئيس الاميركي لكنه لم يحتل حيزاً كبيراً من الحديث... وفيما يتعلق بموضوع المحاسبة، فهذا يعود للرئيس الاميركي امر التعليق عليه، اما من جانبنا فنحن لدينا اتصالات مع سورية وهي محاولة من جانبنا للتأكد من انهم يلعبون دوراً ايجابياً وبنّاءً في الشرق الاوسط ويوقفون اي دعم للتنظيمات الارهابية، واعتقد ان هذا ما يقومون به". وتدخل الرئيس شيراك قائلاً: "نحن نأمل بأن تقوم سورية بدورها على الصعيد الدولي، وهو دور مهم، نحن ندعم المفاوضات التي تتم من اجل اتفاق الشراكة بين سورية والاتحاد الاوروبي، ونأمل بأن ننجزه قريباً وبأن يتم توقيعه قبل نهاية العام الجاري او مطلع العام المقبل في بروكسيل". واكد ضرورة استمرار الجهود وربما عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط. ووعد بلير بأن تظهر متانة العلاقات الفرنسية البريطانية في الاحتفالات المئوية التي ستقام العام المقبل في فرنسا وبريطانيا في ذكرى "اتفاق الوئام" الذي ابرم بين البلدين عام 1904 "لتأكيد علاقتهما المتينة". وقال ان الملكة اليزابيث وهو شخصياً تلقيا الدعوة لزيارة فرنسا، كما سيقوم الرئيس شيراك بتلبية دعوة الملكة اليزابيث للقيام بزيارة دولة لبريطانيا. واتفق بلير وشيراك على القول ان الحديث عن تشكيل قوة دفاع اوروبية لا يعني ان هناك توجهاً مناوئاً لحلف شمال الاطلسي الذي تقوده الولاياتالمتحدة، وقال بلير ان حلف الناتو "سيبقى حجر الزاوية في اي سياسة دفاعية لنا"، اما شيراك فقال ان فرنسا "ليست لديها مشكلة مع الناتو، اذ ان موقعنا محفوظ ونشارك في كل التطورات التي تحصل، ولهذا فأنا أرى ان تشكيل قوة دفاعية اوروبية لا يتناقض مع دور حلف شمال الاطلسي". وكان شيراك، الذي رافقه وفد حكومي رفيع المستوى تقدمه رئيس الحكومة جان بيار رافاران ووزراء الخارجية والداخلية والدفاع دومينيك دو فيلبان ونيكولا سركوزي وميشيل اليو ماري، شدد على تعاون في مجالات الاقتصاد ومكافحة الهجرة وتعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي.