انتهت أمس القمة الفرنسية - البريطانية التي استمرت يومين بين الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس حكومته الاشتراكي ليونيل جوسبان، ورئيس الحكومة البريطاني توني بلير في بلدة سان مالو الفرنسية في منطقة بروتانيه ببيان مشترك ينصّ على العمل للتوصل الى سياسة خارجية ودفاعية اوروبية مشتركة، من خلال دعم القدرات العسكرية، للتدخّل في الأزمات الدولية. ووصف بلير في مؤتمره الصحافي المشترك مع شيراك وجوسبان هذه الاتفاقية بأنها تاريخية. وأوضح أن هذه الاتفاقية متوافقة كليا مع واجبات كل منّا داخل منظمة الحلف الاطلسي كما أنها تتماشى مع العلاقات الوثيقة التي تربطنا بالولاياتالمتحدة. وأضاف "من المهم جدا أن تكون لدينا القدرة العسكرية والنفوذ السياسي في اوروبا لتحمّل المسؤوليات خصوصا في الحالات التي لا ترغب الولاياتالمتحدة التدخل فيها، والعمل الاوروبي المشترك من أجل التصدّي للأزمات غير مناقض لعلاقاتنا الجيّدة مع الولاياتالمتحدة". أما شيراك فرأى أن سياسة خارجية وأمنية مشتركة في الاتحاد الاوروبي يجب أن ترتكز الى تفاهم قوّي بين فرنساوبريطانيا، وهما جزء من الدول التي لها تقليد ديبلوماسي وعسكري قديم ومن دون هذا التفاهم ليس هناك أمن أو سياسة خارجية مشتركة فاعلة. وأجمعت الأوساط البريطانية الاعلامية على القول أن أهمية هذه القمة تكمن في أنها عزّزت سياسة بلير الجديدة في بريطانيا وهي الانفتاح على اوروبا، ورفع مساهمة بريطانيا في السياسة الاوروبية الخارجية المشتركة. وللمرة الأولى تعلن بريطانيا انها مستعدة لإنشاء دفاع اوروبي مشترك، خارج آلية الحلف الاطلسي. وأكدّ البيان المشترك الذي صدر في ختام القمة عزم بريطانياوفرنسا على العمل معا في القضايا الدولية في كافة المحافل بما في ذلك الاتحاد الاوروبي. وأضاف البيان أن الجانبين تعهدّا تنسيق سياساتهما حيال افريقيا، والعمل على تعميم الموقف الاوروبي المتعلّق بحقوق الانسان والديموقراطية. وتابع البيان ان الطرفين تعهدا بالمساهمة في دعم استقرار القارة الافريقية بايلاء اهتمام خاص لمعالجة مشكلة ديونها والابقاء على مساعدات ملحوظة لضمان تطورها الاقتصادي. كذلك، أعلن الرئيس شيراك خلال مؤتمر صحافي مع بلير ان الجانبين اتفقا على اقناع الأطراف المتحاربة في منطقة البحيرات الكبرى في افريقيا على ضرورة "وقف المعارك وعقد مؤتمر سلام". وأكد رئيس الوزراء البريطاني "اتفاقه التام" مع شيراك في هذا الشأن ورأى ان من "المهم جداً" التعاون بين البلدين في افريقيا. أما على صعيد التعاون الدفاعي الفرنسي - البريطاني، فذكر البيان ان هذا التعاون الذي يعزّز التضامن بين الدول الاوروبية، يسمح لأوروبا بإسماع صوتها في قضايا العالم، ويتيح اضفاء المزيد من الحيوية على الاطلسي. وأشار الى أن تعزيز التضامن الاوروبي ينبغي ان يأخذ بعين الاعتبار التنوّع في مواقف الدول الاوروبية واختلاف مواقعها في الاطلسي.