تقاطعت، أمس، الاستعدادات لإحياء ذكرى استقلال لبنان مع ذكرى يوم القدس العالمي، وفيما أفرغ أمن "حزب الله" شوارع في ضاحية بيروت الجنوبية إفساحاً امام عرضه الحاشد، سد الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي شوارع بيروت، بسبب التحضيرات للعرض العسكري الذي يجريه الجيش اليوم في ساحة الشهداء والتظاهرة "العونية" عند تقاطع المتحف الوطني، والتظاهرة "القواتية" عند صخرة نهر الكلب. وبقي لأساتذة الجامعة اللبنانية ركن ضيق عند تقاطع بشارة الخوري حيث اعتصموا طلباً "لاستقلالية الجامعة" بعدما منعوا من الوصول الى المجلس النيابي. وتوزع شباب وطلاب التيار الوطني الحر على تجمعين: الأول انطلق من الجامعة اليسوعية باتجاه المتحف، والثاني من جامعة الحكمة في فرن الشباك في اتجاه النقطة نفسها. وشارك في التظاهرة التي باتت سنوية عشية ذكرى الاستقلال للمطالبة بخروج القوات السورية من لبنان، طلاب من حزب الوطنيين الاحرار والكتلة الوطنية. ورفع المتظاهرون الاعلام اللبنانية، وعلى رغم سعيهم الى ابقاء هتافاتهم محصورة بشعار "سيادة وحرية واستقلال" فإن ثمة هتافات كانت للعماد ميشال عون الى جانب رفع صوره وإلصاق شعاراته على الصدور والجبهات والأذرع، وحمل طلاب آخرون صور قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى جانب صور الرئيس الراحل بشير الجميل. وكرر المتظاهرون الهتافات نفسها التي تطالب بخروج "السوري من لبنان". وكان لافتاً التعاطي الأمني معهم، اذ سمح رجال الأمن لهم بالصعود الى درجات المتحف بعدما استجاب الطلاب لطلب عدم قطع الطرق. وتلا انطوان مخيبر كلمة التيار العوني فقال: "بالأمس كان قصر الصنوبر، منه كان مفوض سام يمارس وصاية الدولة المنتدبة التي رحلت، واليوم حلت عنجر ومنذ ما يزيد عن ربع قرن مكان قصر الصنوبر بممارسة سلطة المحتل على كل الجمهورية، في الأمن والسياسة والادارة". وانتقد القضاء الذي يريد محاكمة عون. وقال: "مطلبنا ان ترفع سورية يدها عنا وأن تطلق اللبنانيين في سجونها وأن ينسحب جيشها". وذكر طلاب التيار انهم منعوا من القاء كلمتهم أمام تظاهرة "القوات" والقاعدة الكتائبية التي جرت امام صخرة نهر الكلب، بعدما مزق رجال الأمن الكلمة.