استعاد طلاب "التيار الوطني الحر" برئاسة العماد ميشال عون و"القوات اللبنانية" المحظورة بعضاً من حركتهم الاعتصامية، المطالبة ب"السيادة والحرية والاستقلال"، بعد نحو ثلاثة أشهر من تراجعها إثر حملة التوقيفات التي طاولت عشرات منهم في آب أغسطس الماضي. ولبى أمس مئات الطلاب الدعوة، لمناسبة عيد الاستقلال، الى اعتصام نفذوه في معهد الفنون في الجامعة اللبنانية الفرع الثاني. واذ تمكن الطلاب المعتصمون الذين كانت غالبيتهم من "التيارالوطني" و"القوات"، على رغم مشاركة احزاب "الكتلة الوطنية" و"الكتائب" و"الشيوعي" و"التقدمي"، من اطلاق شعاراتهم، الا ان صداها كان أقل حدة من الاعتصامات السابقة، خصوصاً ان مشاركة "التقدمي" و"الشيوعي" كانت مشروطة بعدم اطلاق هتافات معادية لسورية، وعدم رفع اعلام وشعارات لأي حزب. لكن المعتصمين لم يلتزموا كثيراً، اذ رفعت لافتات منها "الاستقلال سيادة فأين هي؟"، و"القرار 425 نفذ، 520 متى؟". وكذلك هتفوا "آيه ويلا سورية تطلع برا"، و"ما بدنا جيش بلبنان الا الجيش اللبناني". الا ان هذه الهتافات كانت تتقاطع مع الأغاني الوطنية التي كانت تبث "كرمى للوطنيين". حصل كل ذلك أمام عيون القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي. اذ طوق مئات العناصر محيط الكلية التي وقف على بابها طلاب كموا أفواههم بقماش أسود، كان يمر عبرهم طلاب في شكل متفرق لينضموا الى "الحشد". ومنعت القوى الأمنية طلاباً آخرين في الجامعة اليسوعية كلية الطب من الخروج من حرمها للانضام الى المعتصمين. واذ شدد "العونيون" و"القواتيون" و"الكتلويون" و"الكتائبيون" و"الاحرار" في كلماتهم على المطالبة ب"الحرية والسيادة والاستقلال"، وانتقدوا الاستقلال الحالي والسلطة، وذكروا بما حصل أمام قصر العدل، تحدث "التقدميون" و"الشيوعيون" عن الحاجة الى "الحوار مع سورية من أجل تصحيح العلاقة معها واعادة التوازن اليها". وحال هطول المطر دون حصول صدام محتمل بين القوى الأمنية والطلاب الذين حمل بعضهم تابوتاً لف بالأسود خططوا لنقله الى نصب الجندي المجهول قرب المتحف، فتفقرق المحتشدون من دون إشكالات أو توقيفات.