نفذ طلاب الفروع الثانية في الجامعة اللبنانية تظاهرة انطلقت من معهد الفنون في فرن الشباك الى مقر المجلس النيابي احتجاجاً على اقتراح دمج الفروع في بيروت وجبل لبنان. واحتشد المئات من الطلاب قبل ظهر امس داخل حرم معهد الفنون، رافعين لافتات رافضة فكرة الدمج، ورددوا هتافات طالبوا فيها "بالحرية والاستقلال والسيادة وبخروج الجيش السوري من لبنان". ودعوا الى إطلاق قائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع. ثم انطلق نحو ثلاثة آلاف طالب وأستاذ وموظف في الفروع الثانية، في اتجاه منطقة المتحف، بمواكبة امنية، من قوى الأمن الداخلي، ومن هناك الى وسط بيروت التجاري وساحة البرلمان، حيث نفذوا اعتصاماً أمامه، وسمح لوفد منهم ضم طلاباً وأساتذة بدخول المجلس حيث اجتمع مع نائب رئيسه ايلي الفرزلي ليؤكد له "رفض قرار الدمج". وسلمه مذكرة تتضمن مطالب الجامعة. ورفض الوفد ايضاً وصف الفروع الثانية بأنها "معازل طائفية". وأكد تمسكه "ببقائها وباستقلال الجامعة". ونصح الفرزلي "بالحوار بين الجسم الجامعي ومؤسسات الدولة لاصدار قرار لا يلتبس على أحد". وكان سبق التظاهرة اعتصام في كلية الفنون شارك فيه النواب نعمة الله ابي نصر وفارس سعيد ومنصور غانم البون وفريد الخازن والنائب السابق كميل زيادة. ورأى أبي نصر "ان للدمج خلفيات سياسية وهو يخالف وثيقة الوفاق الوطني". وتمنى الخازن على "الحكومة ان تتعمق في درس الموضوع وتأخذ برأي الأساتذة والطلاب". وألقى زيادة كلمة تضامنية باسم "لقاء قرنة شهوان" مؤكداً "حق الطلاب في رفض قرار الدمج". ودعا الدكتور عصام خليفة رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الى "إعادة النظر في أوضاع الجامعة ككل في ضوء معايير مشتركة تطبق على الجميع". وألقى كلمة الطلاب رئيس الهيئة الطالبية في معهد الفنون رالف زغبي فرأى أن "الدولة أرادت دمج الفروع لتذويبها تحت شعار الانصهار الوطني... ومهما حاولوا المضي في القضاء على معاقل الحرية سنصمد. إنها معركة بناء وطن، الجامعة أحد أسسه". وألقيت كلمات لممثلين عن "حزب الوطنيين الأحرار" و"التيار العوني" و"القوات اللبنانية" أكدت رفضها قرار الدمج، واعتبرته "غير أكاديمي بل سياسي اتخذ خارج البلاد". وأعلن العماد ميشال عون "ان توجه السلطة العاجزة عن الحكم بغير إرادة المحتل ومشيئته نحو دمج فروع الجامعة، تمهيداً لإلغائها، يرمي الى تجريم الفكر الحر بأنه مشبوه وخائن توصلاً إلى استبداله بفكر الانصياع والخيانة". ورأى أن "التوجه الإلغائي لا يترك لنا غير خيار ردعه بالمواجهة الحضارية الراقية".