علقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس اجتماعاً حاسماً لاعداد مشروع قرار حول البرنامج النووي الايراني، على ان يستأنف الاجتماع اليوم، وذلك لفسح المجال أمام مزيد من المحادثات للتوصل الى موقف موحد في ظل الخلاف الأميركي - الأوروبي في هذا الشأن. فيما قال المدير العام للوكالة محمد البرادعي ان ايران متهمة بالاخفاق وانتهاك معاهدة حظر الانتشار النووي، لكنه أشار الى ان الوكالة بدأت بالفعل عمليات تفتيش صارمة في ايران. وبدأت أمس جلسات تفاوض جانبية ومحادثات خلف الكواليس بين أعضاء مجلس حكام الوكالة حول طبيعة القرار الذي يشكل رد فعل مجلس المحافظين على تقرير البرادعي في شأن إيران. ووصفت مصادر ديبلوماسية غربية تحدثت إليها "الحياة" المفاوضات بأنها عبارة عن "مداولات بين مجموعة الدول الغربية في المجلس في شأن الرد الذي يتوجب على الوكالة اتخاذه ازاء المواقف الايرانية الأخيرة التي تتسم بالإيجابية من جهة، ومضمون تقرير البرادعي الذي يشير فيه إلى إخفاء إيران معلومات عن أنشطة نووية قامت بها على مدى الأعوام ال20 الماضية من جهة أخرى". وأوضحت أن المفاوضات تتمحور حول الطلب الأميركي بتضمين مشروع القرار البريطاني - الفرنسي - الألماني المشترك عبارات تشير صراحة إلى خرق إيران معاهدة حظر الانتشار النووي ومطالبتها بالتعهد بعدم تكرار ذلك. كما تطمح واشنطن الى إبلاغ مجلس الأمن الدولي بالخرق الإيراني بمجرد الاخطار". وسألت "الحياة" السفير الأميركي لدى الوكالة كينيث بريل حول طبيعة الموقف الذي ستتخذه بلاده داخل اجتماعات مجلس المحافظين، خصوصاً بعد اعتزام الدول الأوروبية تقديم مشروع قرار لا يرقى إلى طموحات الولاياتالمتحدة، فقال: "من المبكر الحديث حول الموقف النهائي الذي سنعتمده. لكننا سنشدد خلال اجتماعات المجلس على أن تقرير المدير العام وما ورد فيه عن عدم وجود أدلة على برنامج نووي سري إيراني لا يمثل النتيجة النهائية حول طبيعة النشاطات النووية لطهران". وأبلغ الرجل الثاني في البعثة الإيرانية السيد حسن اسماعيلي "الحياة" بأن إيران ستكون على اطلاع عبر قنوات ديبلوماسية على طبيعة المفاوضات، وأعرب عن إعتقاده بعدم وجود فرصة كبيرة أمام الولاياتالمتحدة للتهرب من الإجماع الذي بدأ يتشكل داخل مجلس الحكام في شأن الرد ايجاباً على الخطوات الايرانية الأخيرة. واعرب البرادعي رويترز قبل الاجتماع عن امله في ان يصدر المجلس قراراً "يقوي يدي" ويرد على "الانباء السيئة والانباء الطيبة" عن برنامج ايران النووي. وأوضح ان "الانباء السيئة هي ان ايران اخفقت وانتهكت والانباء الطيبة هي ان هناك فصلاً جديداً من التعاون معها". وقال ان الوكالة بدأت التفتيش كما لو كان البروتوكول النووي أصبح ساري المفعول، مشيراً الى "روح جديدة" للتعاون في طهران. وأعرب وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف عن رفض بلاده فرض عقوبات على ايران وقال ان طهران نفذت كل التزاماتها امام الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال ايفانوف ان المهمة المطلوبة من المجتمع الدولي هي مساعدة إيران على تنفيذ برامجها السلمية، وأعرب عن استغرابه الحديث عن احتمال فرض عقوبات على ايران، وقال ان الأخيرة نفذت كل الالتزامات التي طلبت منها بما فيها تجميد عمليات تخصيب اليورانيوم وتقديم كل المعلومات اللازمة حول برامجها النووية.